أخرَجَهُ أحمدُ (١/ ٢٧٤)، ومن طريقه الضِّياءُ في " المُختارَة "(١٠/ ٦٩ - ٧٠) قال: حدَّثَنا أبُو أحمدَ، حدَّثَنَا عبدُ الله بنُ الوليد العِجليُّ - وكانت له هيئةٌ. رأيناهُ عند حَسَنٍ -، عن بُكَير بن شهابٍ، عن سعيد ابن جُبَيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قال: أقبَلَت يهودُ إلى رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالُوا:" يا أبا القاسمِ! إنَّا نَسألُك عن خَمسةِ أشياءَ، فإن أنبأتنا بِهِنَّ عرَفنا أنَّك نبيٌّ واتَّبَعناك "، فأخَذَ عليهِم ما أَخَذَ إسرائِيلُ على بنيه، إذ قالُوا:{اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}[يوسف: ٦٦]، قال:" هاتُوا "، قالُوا:" أخبِرنا عن علامَة النَّبيِّ "، قال:" تنامُ عيناهُ ولا ينامُ قلبُهُ "، قالوا:" أخبِرنا كيف تُؤنِثُ المرأةُ وكيف تُذكِر "، قال:" يلتَقِي الماءانِ، فإذا علا ماءُ الرَّجلِ ماءَ المرأة أذكَرَت، وإذا علا ماءُ المرأة ماءَ الرَّجل آنَثَت "، قالُوا:" أخبِرنا ما حرَّم إسرائيلُ على نفسه "، قال:" كان يَشتَكِي عِرقَ النَّسا، فلم يَجِد شيئًا يُلائِمُهُ إلَّا ألبانُ كذا وكذا - قال أبي: قال بعضُهمُ: يعني الإبِلَ -، فحرَّم لحُومَها "، قالُوا:" صدقتَ. - قالُوا: - أخبِرنا ما هذا الرَّعدُ؟ "، قال:" مَلَكٌ من ملائكة الله - عز وجل - مُوكلٌ بالسَّحاب، بيده - أو: في يده - مخِراقٌ من نارٍ، يَزجُرُ به السَّحابُ، يَسُوقُهُ حيثُ أَمَر الله "، قالوا:" فما هذا الصَّوتُ الذي نسمعُ؟ "، قال:" صوتُهُ "، قالوا:" صدقتَ. إنَّما بقيَت واحدةٌ، وهي التي نُبايِعُك إن أخبَرتَنا بها. فإنَّه ليس مِن نبِيٍّ إلَّا له مَلَكٌ يأتيه بالخبر، فأخبِرنا مَن صاحبُك؟ "، قال:" جبريلُ - عليه السلام - "، قالُوا:" جبريلُ! ذاك الذي يَنزِلُ بالحَرب والقِتالِ والعَذابِ. عدُوُّنا. لو قُلتَ: ميكائيلُ الذي ينزل بالرَّحمة والنَّبَات والقَطر، لكانَ "، فأنزَلَ اللهُ - عز وجل -: