"أيُّهُم هو؟ "، وقال أوسطُهُم:"هو خَيرُهُم"، فقال آخِرُهُم:"خُذُوا خَيرَهُم"، وكانت تلك، فلم يَرَهُم حتَّى جاؤوا ليلةً أُخرَى فيما يَرَى، ثلاثةً، والنَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - تنامُ عيناه ولا ينامُ قلبُهُ، وكذلك الأنبياءُ تنامُ أعيُنُهم ولا تنامُ قُلُوبُهُم، فلم يُكلِّمُوه، حتى احتَمَلُوهُ فوَضَعُوه عند بئر زمزمَ، فتولَّاه منهم جبريلُ عليه السلام، فشقَّ جبريلُ - صلواتُ الله عليه - بطنَهُ مِن نَحرِهِ إلى لَبَّتِهِ، حتَّى فَرَج عن صدره وجَوفِهِ، فغَسَلَهُ من ماء زمزمَ حتَّى أنقَى جوفَهُ، ثُمَّ أتَى بطَستٍ من ذهبٍ فيه تَوْرٌ محشُوٌّ إيمانًا وحِكمةً، فحُشِي به صدرُهُ وجَوفُهُ ولَغادِيدُهُ، ثُمَّ أطبَقَه … الحديث.
وهذا الحديثُ الذي يرويه شريكُ بنُ عبدِ الله بن أبي نَمِرٍ، عن آنسٍ، وهُو مخُرَّجٌ في "الصَّحيحَين" وغيرِهما من كُتب السُّنَّة، ووقَعَ فيه عشرةُ أوهامٍ، ذكرها الحافظُ في "الفتح" وغيرُهُ.