وصحَّح الشَّيخُ أبُو الأشبال أحمدُ شاكر رحمه الله روايةَ شهر بن حَوشَبٍ؛ لأنَّ هذا عنده ثقةٌ، وقال في تعليقه على "تفسير الطَّبَرِيِّ"(٢/ ٣٢١): "ومَن تكلَّم فيه فلا حُجَّةَ له"!! وهي كلمةٌ دارجةٌ على لسان الشَّيخ في سائر الرُّواة المُتكلَّم فيهم، فيَرُدُّ قول الجارِحين مع كَثرَتِهم وجَلالَتِهم بمثل هذه الكَلِمة المُجمَلة، التي لا تُكلِّف قائِلَها شيئًا، ولسنا نُوافِقُ على إطلاقِها في حقِّ الأئمَّة الكبار؛ فما كانُوا يتكلَّمُون بالجُزاف، وهُم أدرَى بمَروِيَّات الرَّاوِي الذي تكلَّمُوا فيه من كثيرٍ ممَّن جاء بعدَهُم. والمَشهُور عند المُحقِّقين مِن أهل عَصِرنا تساهُلُ الشَّيخ أبي الأشبال في كلامه على الرُّواة، مع جلالة الشَّيخ وتقدُّمِه. رحمه الله.
وله شاهدٌ ثانٍ من حديث أبي هُريرَة - رضي الله عنه - ..
وابنُ الجارُود في "المُنتقَى"(١٢) قال: حدَّثَنا يعقُوبُ بنُ إبراهيم الدَّورَقِيُّ ..
وابنُ حِبَّان (٦٣٨٦) عن أبي قُدامَة السَّرخْسِيِّ عُبيدِ الله بنِ قُدامةَ، قال خمسَتُهُم: ثنا يَحيَى بنُ سعيدٍ القطَّانُ، عن ابن عَجلانَ، قال: سمعتُ أبي يُحدِّثُ، عن أبي هُريرَة - رضي الله عنه - مرفُوعًا:"تنامُ عيناي، ولا ينامُ قلبي".
وإسنادُهُ قوِيٌّ.
وشاهدٌ ثالثٌ من حديث أنسٍ - رضي الله عنه - في "الإسراء"، وفيه: إنَّه جاءه ثلاثة نَفَرٍ قبل أن يُوحَى إليه وهو نائمٌ في المَسجد الحَرام، فقال أوَّلهُم: