ولا بحديث شَهر بن حَوشَبٍ، ولكن يُكَتبُ حديثُهُ" ..
وقال أحمدُ بنُ صالحٍ: "أحادِيثُهُ عن شَهرٍ صحيحةٌ" ..
وقال الخطيبُ: " الحَملُ في الصَّحيفة التي رواها عبدُ الحميد: على شَهرٍ، لا على عبد الحميد" ..
وقال ابنُ عَدِيٍّ: "إنَّما عابُوا عليه كثرةَ رواياتِهِ عن شهرٍ. وشهرٌ ضعيفٌ".
وقد خالَفَهُ عبدُ الله بنُ عبد الرَّحمن بنِ أبي حُسينٍ، فرواه عن شَهر بن حَوشَبٍ، قال: إنَّ نَفرًا من اليهُود جاؤوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - … وساقَهُ.
فسَقَط ذِكرُ: ابنِ عبَّاسٍ.
أخرَجَهُ ابنُ إسحاق في "سيرَة ابنِ هشامٍ" (٢/ ١٩١ - ١٩٢)، ومن طريقه ابنُ جَريرٍ (١٦٠٦) قال: حدَّثَنِي عبدُ الله بنُ عبد الرَّحمن بهذا الإسناد.
وعبدُ الله بنُ عبد الرَّحمن ثقة، وثَّقَهُ أحمدُ، والنَسائِيُّ، وأبُو زُرعَةَ، والعِجِليُّ، وابنُ سعدٍ، وابنُ حِبَّانَ. وقال أبو حاتِمٍ: "صالِحٌ"، وقال ابنُ عبد البَرِّ: "ثقةٌ عند الجميع، فقيهٌ عالِمٌ بالمَنَاسِك".
فروايتُهُ تترجَّحُ على رواية ابن بَهرَامَ.
ولعلّ هذا الاختلافَ من شَهر بن حَوشَبٍ، فقد اختَلف النُّقَّادُ في شأنه اختلافًا كثيرًا، والذي يترجَّحُ لديَّ من حاله: قبُولُ حديثِهِ في حال المُتابَعة، وإن تابَعَهُ مِثلُهُ، بشوط عدم وُجود المُخالِف الأقوَى. والله أعلم.