للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لهم: لم تُصيبُوا. قالوا له: فأخبِرنا بأعقل النَّاس عندك. قال: أعقلُ النَّاس الذي لا يعمل؛ لأنَّ من العَمَلِ يجيءُ التَّعَبُ، ومِن التَّعبِ يجيءُ المَرَضُ، ومن المَرَضِ يجيءُ الموتُ، ومَن عَمِل فقد أعان على نفسه، وقال الله - تبارك وتعالَى -: {وَلَا تَقتُلُوا أَنفُسَكُمْ} [النساء: ٢٩] قال إسحاقُ: "زَدنا مِن حديثِك! قال: "وحدَّثَني أبُو عبد الله الصَّادقُ النَّاطقُ بإسناده، عن زعلمج، قال: مَن أطعَمَ أخاه شوَا غفر الله له عدد النَّوَى، ومَن أطعم أخاه هريسة غفر الله له مثل الكنيسة، ومَن أطعم أخاه جُبنًا غَفَر الله له كُل ذنب قال: فضَحِك إسحاقُ، وأَمَر له بلِباسَين ورَغِيفَين وعُودَين.

[وعلَّق ابنُ حِبَّان على هذه الحكايةِ قائِلًا:] "فإذا كان مِثلُ هؤلاء يَجتَرِئُون على أحمدَ ويَحيَى وإسحاقَ حتَّى يَضَعُوا الحديثَ بين أيديهم من غير مُبالاةٍ بهم". كانوا إذا خَلَوا بمساجد الجَماعَاتِ ومحَافِل القبائل مع العوامِّ والرِّعاع أَكثَرَ جَسارةً في الوضع، فالقوم إنَّما كانت لُغَتَهُم العربيَّة، فكان يَعلَقُ بقُلوبِهِم ما سَمِعُوا، فرُبَّما سمع المُستَمِعُ من أحدهم حديثًا قد وَضَعَهُ في قصصه بإسنادٍ صحيحٍ على قومٍ ثقاتٍ، فيرويها عنه على جهة التَّعجُّب، فيَحمِلُونه عند ذلك، حتَّى وَقَع في أيدي النَّاس. من هاهنا وَجَب التَّفتيشُ والتَّنقيرُ عن أصل كُلِّ روايةٍ، والبحثُ عن كلِّ راوٍ في النَّقل، حتى لا يُتقوَّل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقُل. وأرجو أن تكون هذه الطَّائفةُ الذَّابَّةُ الكذبَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أوَّلَ زُمرَةٍ يَدخُلون الجنان مع المُصطَفَى - صلى الله عليه وسلم -، إذ الجنَّةُ حرامٌ على الأنبياء أن يدخُلوها قبل