أخرَجَه ابنُ حِبَّان في مُقدِّمة "المَجروحِين"(١/ ٨٢ - ٨٣ - طبع السَّلفيِّ) قال: أخبَرَنا عُمرُ بنُ محُمَّدٍ الهَمْدَانِيُّ، قال: حدَّثَنا أبو يحيى المُستمِلي، قال: حدَّثَنا أبُو جَعفَرٍ الجُوْزْجانِيُّ، قال: حدَّثَنِي أبُو عبد الله البَصريُّ، قال: أتيتُ إسحاقَ بن راهَوَيهِ، فسألتُهُ شيئًا، فقال:"صَنَع الله لك"، فقلتُ:"لَم أسألك صُنعَ الله، إنَّما سألتُكَ صدقةً"، قال:"لَطَفَ الله لك"، فقلتُ:"لَم أسألك لُطفَ الله، إنَّما سألتُكَ صدقة"، - قال: - فغضِبَ، وقال:"أيُّها الرَّجُلُ! إنَّ الصَّدَقة لا تَحِلُّ لك"، قلتُ:"ولِمَ يَرحَمُك الله؟ "، قال:"لأنَّ جَرِيرًا حدَّثَنا، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هُريرَة، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَحِلُّ الصَّدَقة لغَنيٍّ، ولا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ"، وأنتَ صحيحٌ قوِيٌّ ذُو مِرَّةٍ سوِيٌّ"، - قال: - فقال:"ترفَق رَحِمَك الله! فإنَّ معي حديثًا في كراهية العَمَل"، فقال إسحاقُ:"وما هو؟! "، فقلتُ:"حدَّثَنِي أبُو عبد الله الصَّادقُ النَّاطقُ، عن أفشين، عن أنباح، عن بان مان، عن سيماء الصَّغير، عن سيماء الكبير، عن عُجيف بن عنبسة، عن زعلمج ابن أمير المُؤمنين، أنَّه قال: العَمَلُ شؤمٌ، وتَركُهُ خيرٌ، تَقعُدُ تَهنَّى خيرٌ من أن تَعمَلَ تَعَنَّى"، فقلنا:"لا إله إلا الله! "، - قال: - فَضحك إسحاقُ وذَهَبَ غضبُهُ، وقال:"زِدنا مِن هذا الحديث! "، فقلتُ: " حدَّثَنِي أبُو عبد الله الصَّادقُ النَّاطقُ بإسناده، عن عُجَيفٍ، قال: قعد زعلمجُ في جُلَسائِه، فقال: أخبِرُوني بأعقل النَّاس عندكم. فأخبَرَ كلُّ واحدٍ منهم بما عنده، فقال