للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأوَّلُ في: كتاب "البِرِّ" (٢٦٢٢/ ١٣٨)، والثَّاني في: "الجنَّة" (٢٨٥٤/ ٤٨)، والثَّالثُ في: "الزُهد" (٢٩٥٩/ ٤).

هذا كُلُّ ما لسُوَيدٍ، عن حَفصِ بنِ مَيسَرَةَ.

وإنَّما عُنِيتُ بهذا للحِكَايةِ الشَّهيرَةِ التي سَجَّلَ فيها أبُو زُرعةَ اعترَاضُهُ على مُسلِمٍ لروَايَتِهِ عن سُوَيدِ بنِ سعيدٍ، فكان جوابُ مُسلِمٍ: "ومِن أين كُنتُ آتي بنُسخَةِ حفصِ بنِ مَيسَرَةَ؟ "، يُرِيدُ أنَّهُ عَلَا بسُويدٍ، فلو رَوَى لـ" حفصِ بنِ مَيسَرَةَ" من غيرِ طَرِيقِ سُويدٍ لنَزَلَ. والحديثُ معرُوفٌ من رواية الثِّقاتِ بنُزُولٍ، أو برجَالٍ ليسُوا على شرطِهِ، ومع ذلك فقد احتَاطَ مُسلِمٌ - رحمه الله -، فأتَى بمُتابَعَاتٍ قويَّةً للأحاديثِ التي رَواهَا لحفصٍ مِن طريق سُوَيدٍ إلَّا في مَواضِعَ قليلةٍ، ولها مُتابَعاتٌ خارجَ "الصَّحيح".

وقد ذكرتُ كُلَّ ما لِسُوَيدٍ في "صحيحِ مُسلِمٍ"، وبيَّنتُ أنَّهُ لم يَتَفَرَّد بمَتنٍ قطُّ، في رَدِّي على الغُمَارِيِّ في "التَّنكيل والخَسفِ بصاحبِ كتابِ دَرءِ الضَّعفِ عمَّن عَشَقَ فعفَّ" وقد تَمَّ والحمدُ لله، رَدَدتُ فيه على الغُمَارِيِّ أبي الفَيضِ، إذ قَوَّى حديثَ؟ "مَن عَشَقَ فَعَفَّ، فَمَاتَ، مَاتَ شهِيدًا". وهو حدِيثٌ: أبطَلَهُ سائرُ عُلماءِ الحَديثِ.

* والثَّانيةُ: قولُهُ: "إنَّما أَفحَشَ القَولَ فيه ابنُ مَعينٍ للعصبِيَّة المَذهَبِيَّةِ، ومُشارَكَتِهِ نُعيمَ بن حَمَادٍ في روايةِ الحديثِ الوَارِدِ في ذَمِّ الحَنَفِيَّةِ".

فأقُولُ: هذا هو الظَّنُّ الكَاذِبُ بِعَينِهِ. ولم يَقُل أحدٌ قَطُّ أنَّ ابنَ مَعِينٍ تَكَلَّم في سُوَيدٍ لأجل هذا، إنَّمَا تَكَلَّم فيه بسَبَبِ أوهَامٍ وَقَعَت لهُ في أحاديثَ، مِنهَا حدِيثُ: "مَن عَشَقَ فعَفَّ"، ومنها حديثُ: "مَن قَالَ