وقال ابنُ مَعِينٍ:"ليس بشيءٍ". ورماه السُّلَيمَانِيُّ بوضع الحديث للرَّوَافِض. وقال ابنُ حِبان في "المجروحين"(٢/ ٧٥ - ٧٦): "كان رَافِضِيًّا، يَشتُمُ أصحابَ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان مِمَّن يَروِي الموضوعاتِ عن الثِّقات في فضائل أهلِ البيت وغيرِهم. لا يَحِلُّ كتابةُ حديثه إلَّا على جِهَةِ التَّعَجُّب".
أَضِف إلى ذلك عَنعَنَةَ أبي الزُّبير.
ولكن له طريقٌ آخرُ إلى سعيد بن أوس.
أخرَجَهُ الطَّبَرانِيُّ في "الكبير"(٦١٨)، والحسَنُ بنُ سفيان في "مُسنَده" - كما في "الإصابة"(١/ ١٦١) -، ومِن طريقه أبو نُعيمٍ في "المعرفة"(٩٩٤)، والشَّجَرِيُّ في "الأمالي"(٢/ ٤٧) من طُرُقٍ عن سَلْمِ بن سالمٍ، ثنا سعيدُ بنُ عبد الجبَّار، عن تَوبَة - أو: أبي تَوبَة، شَكَّ سلْمٌ -، عن سعيد بن أوسٍ الأنصاريِّ، عن أبيه مرفُوعًا مثله.
وهذا سَنَدٌ ضعيفٌ جدًّا، وسَلْمُ بنُ سالمٍ كان ابنُ المُبارَك شديدَ الحَملِ عليه، وكان يقولُ:"اتَّقِ حيَّاتِ سلْمٍ؛ لا تلسعك"! وقد سُئِل ابن المُبارَك عن الحديث في أكل العدس، وأنَّهُ قدِّس على لسان سبعين نبيًّا!! فقال:"لا" ولا على لسان نبيٍّ واحدٍ؛ إِنَّهُ لمُؤذٍ مُنفِخٍ. مَن يُحدِّثُكم؟ "، قالوا: "سَلْمُ بنُ سالم"، قال: "عمَّن؟ "، قالوا: "عنك"! قال: "وعَنِّي أيضًا "!! وقال أحمدُ: "ليس بذاك". وضعَّفه ابنُ مَعِينٍ. وقال أبو زُرعة: "لا يُكتَب حديثُه"، ثُمَّ أومأ بيده إلى فيه، قال ابنُ أبي حاتمٍ: "يعنى: لا يَصْدُقُ".