جزاؤُه أن يُوفِّيه أجرَه"، فيقولُ اللهُ عز وجل: "أُشهِدُكُم يا ملائكتي! أَنِّي قد جعلتُ ثوابَهم، مِن صيامِهم شهرَ رمضان، وقيامهم، رِضَائِي ومغفرتِي"، فيقول اللهُ عز وجل: "سَلُونِي! وَعِزَّتِي وَجلالي! لا تَسألُوني اليومَ شيئًا في جَمعِكُم هذا لِآخِرَتُكم إلَّا أَعطَيتكُمُوهُ، ولا لِدُنيا إلَّا نظرتُ لكم. وعِزَّتِي! لأستُرَنَّ عَلَيكُم عَثَرَاتِكُم ما رَاقَبتُمُونِي. وعِزَّتِي وجلالِى! لا أُخزِيكُم ولا أفضَحُكُم بين يدي أصحاب الجُدُود - أو: الحُدود، شَكَّ أبو عَمرٍو -، وانصَرِفُوا مغفورًا لَكُم، قد أَرضَيتُمُونِي، ورَضِيتُ عنكم"، - قال: - فتَفرَحُ الملائكةُ، ويَستَبشِرُون بما يُعطِي اللهُ هذه الأُمَّةَ إذا أفطروا".
أخرَجَهُ الأَصبَهَانِيُّ في "التَّرغيب"(١٧٤١)، وابنُ الجَوزِيِّ في "الواهيات"(٢/ ٤٣ - ٤٥/ ٨٨٠)، وقال:"لا يَصِحُّ. سنَدُه واهٍ جِدًّا"، وعزاه المُنذِرِيُّ في "التَّرغيب"(٢/ ٩٩ - ١٠١) لأبى الشَّيخ في "كِتاب الثَّواب"، والبيهقيِّ، وقال:"ليس في إسناده من أُجمِعَ على ضعفِه".
• قلتُ: قلتُ: كذا قال! وليس من شرط الحديث الباطل أن يكُون الإجماعُ انعَقَدَ على ضعفِ أَحَدِ رُواتِه.
وهذا حديثٌ مُنكَرٌ جدًّا، شِبهُ الموضُوع.
وإن كان ابنُ الجَوزِيِّ أخطأ في زعمِه أن القاسمَ بنَ الحَكَم العُرَنِيَّ - أحد رُواتِه - مجهولٌ، فليس بمجهولٍ، بل هو معروفٌ، فقد وثَّقَه غيرُ واحدٍ، منهُم أحمدُ وابن مَعِينٍ والنَّسائِيُّ.