وقال النَّسائِيُّ:"ليس بثقةٍ". وقال البُخاريُّ:"فيه نَظَرٌ"، وقال أبو حاتمٍ. والدَّارَقُطنِيُّ:"ليس بالقويِّ". وقال ابن حِبَّان:"يَروِي عن الثِّقات أشياءَ لا تُشبِه حديث الأثبات. لا يُعجِبُنِي الاحتجاجُ به إذا انفرد" انتهى، ولا أعلَمُ أحدًا تابعه على هذه القِصَّة بعد التَّفتيش. واللهُ أعلَمُ.
وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن الزُّبير - رضي الله عنهما -.
أخرَجَهُ النَّهرَوَانِيُّ (١/ ١٨٢ - ١٨٣) قال: حدَّثَنا مُحمَّدُ بنُ هارُونَ أبُو حامدٍ الحَضرَمِيُّ، قال: حدَّثَنا السَّرِيُّ بنُ مَزْيَد الخراسَانِيُّ، قال: حدَّثَنا أبُو جعفرٍ مُحمَّدُ بنُ عليٍّ الفَزَارِيُّ، قال: حدَّثَنا داوُدُ بنُ الزِّبرِقان، قال: أخبَرَني عطاءُ بنُ السَّائب، عن عبدِ الله بن الزُّبير، أنَّه قال يومًا لأصحابه: أتدرُون ما تأويل هذا الحديث: "مَن كَذَبَ عليَّ مُتعمِّدًا فلْيتبوَّأْ مَقعَدَه من النَّار"؟ قال: رجُلٌ عشق امرأةً فأتى أهلَها مساءً، فقال:"إنِّي رسُولُ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، بَعَثَنِي إليكم أن أتضيَّف في أيِّ بُيُوتكم شئتُ"، - قال: - فكان ينتظرُ بَيتُوتَهُ إلى المساء، - قال: - فأتَى رجُلٌ منهم النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"إنَّ فُلانًا أتانا يزعُمُ أنَّك أخبرتَهُ أن يبيت في أيِّ بُيُوتنا شاءَ"، فقال:"كَذَبَ! يا فُلانُ! انطلق معه، فإن أَمْكَنَكَ اللهُ منه فاضرِب عُنُقَهُ وأحرِقهُ بالنَّار، ولا أراك إلَّا قد نُعِيتَهُ"، فلمَّا خرجَ الرَّسُولُ قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اُدعُوه! "، فلمَّا جاء قال:"إنِّي قد كنتُ أمرتُك أن تضرب عُنُقَهُ وأن تُحرِّقه بالنَّار، فإن أمْكَنَكَ اللهُ منه فاضرب عُنُقَهُ ولا تُحرِّقه بالنَّار، فإنَّه لا يُعذِّبُ بالنَّار إلَّا ربُّ النَّار، ولا أراك إلَّا قد كُفِيتَهُ"، فجاءت السَّماءُ فصبَّت، فخرج ليتوضَّأ فلسعتهُ أفعَى، فلمَّا بلغ ذلك النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"هُو في النَّار".