وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ وابنُ الزِّبرقان مطرُوحٌ.
وعطاءُ بنُ السَّائب كان اختَلَطَ، ولم يسمع من ابن الزُّبير. قال ابنُ حِبَّان في "الثِّقات"(٧/ ٢٥١): "قيل: إنَّه - يعني عطاءً - إنَّه سمع من أنسٍ، ولا يصحُّ ذلك عندي" انتهَى. وقد مات أنسٌ في سنة ٩٣ هـ، وقيل قبل ذلك بسنةٍ أو بسنتين. أمَّا عبدُ الله بنُ الزُّبير فقُتل سنة ٧٢ هـ في أكثر الأقوال، فلئلَّا يسمع من ابن الزُّبير أولَى. واللهُ أعلم.
* أمَّا الحديثُ الصَّحيح، والذي أشار إليه السَّائل في الشَّطر الثَّاني من سؤاله ..
فأخرَجهُ البُخاريُّ في "كتاب المناقب"(٦/ ٦٢٤) واللَّفظُ له، قال: حدَّثَنا أبو مَعمَرٍ - هو عبدُ الله بنُ عَمرٍو المُقعَدُ - ..
وأبو يَعلَى في "مُسنَده"(ج ٧/ رقم ٣٩١٩)، ومِن طريقِهِ البَيهَقِيُّ في "الدَّلائل"(٧/ ١٢٧) قال: حدَّثَنا جعفرُ بنُ مِهرانَ، قالا: ثنا عبدُ الوارث بنُ سعيدٍ، عن عبد العزيز بن صُهيبٍ، عن أنسٍ - رضي الله عنه -، قال: كان رُجُلٌ نصرانيًّا، فأسلَمَ، وقرأ البَقَرَةَ وآلَ عِمران، فكان يكتُبُ للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فعاد نصرانيًّا، فكان يقولُ:"مَا يَدرِي مُحمَّدٌ ما كتبتُ له"، فأماته الله، فدَفَنُوه، فأصبح وقد لَفَظَتهُ الأرضُ، فقالوا:"هذا فِعلُ مُحَمَّدٍ وأصحابِه، لمَّا هرب مِنهُم نبشوا عن صاحِبِنَا، فألقَوْهُ! "، فحَفَرُوا له، فأَعمَقُوا، فأصبَح وقد لَفَظَتهُ الأرضُ، قالوا:"هذا فِعلُ مُحَمَّدٍ وأصحابِه، نبَشوا عن صاحِبِنَا لمَّا هرب مِنهُم، فألقَوْهُ خارج القبر"، فحفَرُوا له، وأعمَقُوا له في الأرض ما استطاعُوا، فأصبَحَ قد لَفَظَتهُ الأرضُ، فعَلِمُوا أنَّه ليس من النَّاس، فألقَوْهُ.