شَيخِه مُسلِم بن حاتمٍ الأنصاريِّ ببعضه، وقال:"حَسَنٌ غريبٌ".
وفي حُكمِهِ هذا نظرٌ؛ لأنَّهُ رَوَى في الموضع الثَّاني عن شُعبة، أنَّهُ قال:"حدَّثَنا عليُّ بنُ زيدٍ، وكان رَفَّاعًا. ولا نَعرِفُ لسعيد بن المُسيَّب، عن أنسٍ روايةً إلَّا هذا الحديث بطُولِه"، قال:"وقد رَوَى عبَّادُ بنُ مَيسَرة المِنْقَرِيُّ هذا الحديث، عن عليِّ بن زيدٍ، عن أنَسٍ، ولم يَذكُر فيه: "عن سعيد بن المُسيَّب"، وذَاكَرتُ محُمَّدَ بنَ إسماعيل - هُو البُخاريُّ - به، فَلَم يَعرِفهُ، ولم يَعرِف لسعيد بن المُسيَّب، عن أنسٍ هذا الحديثَ، ولا غيرَه، ومات أنَسُ بنُ مالكٍ سنة ثلاثٍ وتِسعين، ومات سعيدُ بنُ المُسيَّب بعدَه بسَنَتَين، مات سنة خمس وتِسعين".
وأخرَجَهُ الخطيبُ في "التَّلخيص"(١/ ٥٤٢ - ٥٤٣)، والأَصبَهَانِيُّ في "التَّرغيب"(١/ ١٣٣)، وابنُ الجوزِيِّ في "الموضُوعات"(٣/ ١٨٧)، من طريق بِشر بن إبراهيم، عن عبَّاد بن كَثيرٍ، عن عبد الرَّحمن بن حَرمَلَةَ، عن سعيد بن المُسَيَّب، عن أنَسٍ مرفُوعًا بأَكثَرِه.
وسَنَدُه ضعيفٌ جدًّا؛ لضعف بِشرٍ، وعبَّادٍ، وعبدِ الرَّحمن، مع ما تَقَدَّم مِن قول البُخارِيِّ الذي يُشِيرُ إلى الانقطاع في سَنَده بين سعيد بن المُسَيَّب، وأنَسٍ.
ورَوَاهُ يزيدُ بنُ هارُون، ثنا العَلَاءُ أبو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قال: سمِعتُ أنَسًا مرفُوعًا بأكثَرِه.
أخرَجَهُ أحمدُ بنُ مَنِيعٍ في "مُسنَده" - كما في "المَطَالِب العالية"(٣١٢٧) -، وأبو اللَّيث السَّمَرْقَندِيُّ في "تَنبِيه الغافلين"(ص ١١٣).