هذا الإِسناد قولُ الحَسَن:"ثنا جابرٌ"، وأَحسَبُ أن هذا أَتَى من قِبَلِ زُهَيرِ بن مُحَمَّدٍ؛ فقد ذَكَر غيرُ واحدٍ من النُّقَّاد أن رواية أهل الشَّام عنه ممَّا تَكثُر فيها المناكيرُ، وعَمرُو بن أبي سَلَمة شاميٌّ.
وأعَلَّه البُوصِيرِيُّ في "الزَّوائد"(١/ ١٤٠) بسالم بن عبد الله الخَيَّاطِ، وذَكَر تَضعِيفَه عن ابن مَعِينٍ، والنَّسَائيِّ، وأبي حاتمٍ، والدَّارَقُطنِيِّ، وابنِ حِبَّان. ولذلك قال ابنُ خُزَيمة:"إنْ صحَّ الخَبَرُ، فإنَّ في القلب مِن سَمَاع الحَسَن من جابرٍ"، وقد صَرَّح ابنُ مَعِينٍ أنَّهُ لم يَسمَع منه، وكذلك قال بَهزٌ، وأبو زُرعَة، ونقل ابنُ خُزَيمَة (٤/ ١٤٥) عن الذُّهِليِّ، أنَّهُ قال:"كان عليُّ بنُ عبد الله يُنكِرُ أن يكون الحَسَنُ سمع من جابرٍ".
وقد رواه هِشامُ بنُ حسَّان، عن الحَسَن، عن جابرٍ بالعنعنة مرفوعًا:"إذا كُنتُم في الخِصبِ فأمكِنُوا الرُّكَب أسِنَّتَها، ولا تَعدوا المَنازِلَ. وإذا كنتُم في الجَدب فاستَنجُوا. وعليكُم بالدُّلجة؛ فإنَّ الأرض تُطوَى بالليل، فإذا تغوَّلت عليكُم الغيلانُ فبادِروا بالأذان، ولا تُصلُّوا على جَوَادِّ الطَّريق، ولا تَنزِلوا عليها؛ فإنَّها مأوَى الحيَّاتِ والسِّباعِ، ولا تَقضُوا عليها الحوائجَ؛ فإنَّها المَلَاعِنُ".
أخرَجَهُ أبو داوُد (٢٥٧٠) قال: حدَّثَنا عُثمانُ بنُ أبي شيبَةَ ..
والنَّسائِيُّ في "اليَوم والليلة"(٩٥٥)، ومن طريقه ابنُ عبد البَرِّ في "التَّمهيد"(١٦/ ٢٦٨) قال: أخبَرَنا أحمدُ بنُ سُليمان ..
وابنُ ماجَهْ (٣٧٧٢) قال: حدَّثَنا أبو بكرٍ بنُ أبي شيبةَ - وهذا في "المصنَّف"(٨/ ٥٦٢ - طبع الرشد)، وفي "كتاب الأدب"(ج ١/ ق ١٥٠/ ٢) - ..