والاقطاع يكون تمليكا وغير تمليك. قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “إذا صلى أحدكم فليصل إلى السترة، وليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته” ذكره في استقبال القبلة من المهذب: فيقطع مرفوع العين، وهذا الحديث أخرجه أبو داود في سننه بهذا اللفظ عن سهل بن أبي خثمة رضي الله تعالى عنه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولعل معناه - والله تعالى أعلم - أنه إذا لم يدن منها.
قال الأزهري: قال أبو عمرو: وقطاع النخل وقطاعه مثل الصرام والصرام، وأقطع النخل إقطاعا حان قطاعه، ومقاطع القرآن مواضع الوقوف ومبادئه مواضع الابتداء، وفلان قطع أي: شبهه في قده وخلقه، وجمعه أقطاع. قال الأزهري: ويقال قطع فلان رحمه قطعًا إذا لم يصلها، والاسم القطيعة، ويقال لقاطع رحمه قطعة وقطع بضم القاف وفتح الطاء، ويقال قطعت الحبل قطعًا فانقطع، وقطعت النهر قطعًا وقطوعا ومنقطع، كل شيء حيث ينقطع مثل منقطع الرمل والحرة وشبههما، والمقطع الشيء نفسه. قال الفراء: سمعت بعض العرب يقول: غلبني فلان على قطعان من أرض يريد أرضا مفروزة مثل القطيعة، فإذا أردت قطعة من شيء قطع منه. قلت: قطعة والقطعة يعني بفتحتين موضع القطع من يد الأقطع، يقال ضربه بقطعته.
وقال الليث: يقولون قطع الرجل ولا يقولون قطع الأقطع لأن الأقطع لا يكون أقطع حتى يقطعه غيره، ولو لزمه ذلك من قبل نفسه لقيل قطع أو قطع، قال: ويجمع الأقطع على قطعان. قال الليث: يقال قاطعت فلانا على كذا وكذا من الأجر، والعمل مقاطعة. قال: وسيف قاطع وقطاع ومقطع وكل شيء يقطع به فهو مقطع، والمقطع موضع القطع، والمقطع مصدر كالقطع، والمقطع غاية ما قطع، يقال: مقطع الثوب ومقطع الرمل للذي لا رمل وراءه، ورجل قطوع لإخوانه ومقطاع لا يثبت على مؤاخاة، وبنو قطيعة حي من العرب النسبة إليهم قطعي. قال: وقطاع الطريق الذين يعارضون أبناء السبيل فيقطعون بهم السبيل، وشيء حسن التقطيع إذا كان حسن القد، هذا آخر ما نقلته من كلام الأزهري.
وقال صاحب المحكم: القطع إبانة بعض أجزاء الجرم من بعض فصلا، يقال قطعه يقطعه قطعا، وقطيعة وقطوعا، وقطعة واقتطعه فانقطع وتقطع، وشيء قطيع مقطوع، والقِطعة والقَطعة والقطاعة ما قطعته منه، وخص اللحياني بالقطاعة قطاعة الأديم والجوار، وهو ما قطع من الجوار أو من النخالة، وتقاطع