الكذب الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو به، وقد يستعار لفظ الكذب فيما ليس بكذب في الحقيقة. وقال ابن السكيت: يقال: كذب يكذب كذبا فهو كاذب وكذوب وكيذبان. قلت: مذهبنا ومذهب الجمهور أن الكذب الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو به سواء أخبر عمدًا أو سهوًا، واشترطت المعتزلة العمدية. وفي الأحاديث الصحيحة “من كذب علي متعمدًا” وهذا يدل على أن الكذب يكون في الأحاديث عمدًا وغيره.
وأعلم أن الكذب يطلق على الخبر المخالف لما أخبر عنه ماضيًا كان أو مستقبلا، وأنكر بعضهم استعماله في المستقبل وهذا خطأ. ففي صحيح مسلم عن جابر: أن عبدًا لحاطب جاء يشكو حاطبًا فقال: يا رسول الله ليدخلن حاطب النار، فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدرا والحديبية” وفي صحيح البخاري في آخر تفسير سورة النور عن عائشة رضي الله تعالى عنها في حديث الإفك، فقام سعد فقال: يا رسول الله إئذن لي في أن أضرب أعناقهم، وقام رجل من الخزرج فقال: كذبت وذكر الحديث، ومنه قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}(الحشر: من الآية١١) إلى قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}(المنافقون: من الآية١) .
كرب: في الحديث: “من كشف عن مسلم كربة من كرب الدنيا” ذكره في باب القرض من المهذب: الكربة بضم الكاف وسكون الراء، وجمعها كرب بضم الكاف وفتح الراء. قال الجوهري: الكربة بالضم الغم الذي يأخذ بالنفس، وكذلك الكرب على وزن الضرب تقول منه كربه الغم إذا اشتد عليه.
وقوله في الباب الثاني من المساقاة في الروضة: تقلب الأرض بالمساحي وكرابها، بكسر الكاف وتخفيف الراء. قال أهل اللغة: كربت الأرض إذا قلبتها بالحرث.
كرز: قوله في المهذب في باب السلم: وفي السلم في الأواني المختلفة الأعلى والأسفل كالإبريق والمنارة، والكراز وجهان: الكراز بضم الكاف وبعدها راء مهملة مخففة ثم ألف ثم زاي معجمة، وهي القارورة.
قال صاحب المحكم: الكراز القارورة. وقال ابن دريد: لا أدري أعربي أم أنهم قد تكلموا بها، والجمع كرزان.