واللام، فيقولون: هذا مذهب الكافة وهو قول الكافة، ويقولون: إنما هذا مذهب كافة العلماء فيضيفون كافة، ومرادهم بذلك الجميع، وأكثر من استعملها الخطيب ابن نباتة رحمه الله تعالى، وهذا غلط عند أهل النحو واللغة، فلا يجوز استعمال كافة مضافة ولا بالألف واللام، ولا تستعمل إلا حالا، فيقال: هذا مذهب العلماء كافة، وقول الناس كافة، فتنصب كافة على الحال، كما قال الله تعالى:{ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً}(البقرة: من الآية٢٠٨) وقال تعالى: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً}(التوبة: من الآية٣٦) .
قال الإمام الواحدي في تفسير هذه الآية: قال الفراء: كافة معناه جميعًا، وكافة لا تكون مذكرة ولا مجموعة، ولا يقال كافين ولا كافات لأنها وإن كانت على لفظ فاعلة، فإنها في مثل العاقبة والعافية، ولذلك لم تدخل فيها العرب الألف واللام لأنها في معنى قولك قاموا معًا وقاموا جميعًا، هذا كلام الفراء.
وقال الزجاج: كافة منصوب على الحال، وهو مصدر على فاعله كالعاقبة والعافية، ولا يجوز أن يثنى ولا يجمع، كما إذا قلت قاتلوهم عامة لم يثن ولم يجمع، وكذلك خاصة هذا مذهب النحويين، انتهى كلام الواحدي.
وقال الواحدي أيضًا في قوله تعالى:{ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً}(البقرة: من الآية٢٠٨) معناه في جميع شرائعه، قال: ومعنى كافة في اللغة: الحجر والمنع، يقال كففت فلانا عن السوء فكف يكف كفًا سواء لفظ اللازم والمتعدي، ومنه كفة القميص لأنها تمنع الثوب من الانتشار، وقيل: لطرف اليد كف لأنه يكف بها عن سائر البدن، ورجل مكفوف كف بصره من أن ينظر، فكافة معناها مانعة ثم صارت اسما للجملة الجامعة لأنها تمنع من الشذوذ والتفرق، انتهى كلامه.
وفي الحديث: “عالة يتكففون الناس” معناه: يمدون أيديهم إلى الناس يسألونهم، وكفة الميزان معروفة وهي بكسر الكاف، وكف الإنسان معروفة وهي مؤنثة. قال الإمام أبو حاتم السجستاني: في المذكر والمؤنث الكف مؤنثة. وقال بعضهم: يذكر ويؤنث معروف.
كلف: قال الواحدي في تفسير آخر سورة ص: التكلف إدخال الكلفة على نفسك، وهي المشقة من غير داع إليها، قال: وصفة المتكلف صفة نقص تجري مجرى الذم لأنه لا يحس بالعافية أن يتكلف مالم يجب عليه ولم يؤمر به.
كلكن: وقوله في باب الاحداد من المهذب: ويحرم عليها أن تخمر وجهها