وأعلم: أن كثرة الأسماء تدل على عظم المسمى كما في أسماء الله تعالى وأسماء رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا نعلم بلدا أكثر أسماء من مكة والمدينة لكونهما أفضل الأرض، وذلك المقتضية للتسمية. قال الماوردي: ولم تكن مكة ذات منازل، وكانت قريش بعد جرهم، والعمالقة ينتجعون جبالها وأوديتها ولا يخرجون من حرمها انتسابا إلى الكعبة لاستيلائهم عليها، وتخصصها بالحرم لحلولهم فيه، ويرون أنهم سيكون لهم بذلك شأن كلما كثر فيهم العدد.
الملتزم: ذكروه في هذه الكتب، وقالوا: هو ما بين ركن الكعبة والباب يعنون: بين الركن الذي فيه الحجر الأسود وباب الكعبة وهذا متفق عليه. وقال الأزرقي: وذرعه أربعة أذرع وهو بضم الميم وإسكان اللام وفتح التاء والزاي سمي بذلك؛ لأن الناس يلتزمونه في الدعاء، ويقال له المدعى والمتعود بفتح الواو، وهو من المواضع التي يستجاب فيها الدعاء هناك، وهي مواضع ذكرتها في المناسك.
منى: بكسر الميم تصرف ولا تصرف، واقتصر ابن قتيبة في أدب الكاتب على أنها لا تصرف، واقتصر الجوهري في الصحاح على أن منى مذكر مصروف سميت بذلك لما تمنى فيها من الدماء أي: تراق وتصب، هذا هو المشهور الذي قاله الجماهير من أهل اللغة وغيرهم، ونقل الأزرقي وغيره أنها سميت بذلك؛ لأن آدم لما أراد مفارقة جبريل عليه السلام قال له: تمن، قال: أتمنى الجنة. وقيل: أنها من قولهم منى الله تعالى الشيء أي: قدره فسميت بذلك لما جعل الله تعالى من الشعائر فيها. قال الجوهري: قال يونس: امتنى القوم إذا أتوا منى.
وقال ابن الأعرابي: أمنى القوم وهي من حرم مكة زادها الله تعالى شرفا، وهي شعب ممدود بين جبلين أحدهما ثبير والآخر الضائع، وحدها من جهة الغرب ومن جهة مكة جمرة العقبة، ومن الشرق وجهة مزدلفة وعرفات بطن المسيل إذا هبطت من وادي محسر. وقال بعض المصنفين في هذا ذرع منى من جمرة العقبة إلى وادي محسر سبعة آلاف ذراع ومائتا ذراع ومائتا ذراع، ومن مكة إلى منى ثلاثة أميال. قال الأزرقي وأصحابنا: هي ما بين جمرة العقبة ووادي محسر. قال الأزرقي: ذرع ما بين جمرة العقبة ووادي محسر سبعة الآف ذراع ومائتا ذراع، قال: وعرض منى من مؤخر المسجد