للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجد إسماعيل، فقام إليه وقال له: يا إسماعيل، إن الله قد أمرنى ببناء هذا البيت، وذكر تمام الحديث فى بناء الكعبة. وقد سبق بيان حال أمه هاجر، ومتى توفيت فى ترجمة إبراهيم، وقد سبق أن إسماعيل كان أكبر من إسحاق، وسبق فى ترجمة إسحاق الاختلاف فى الذبيح، وأن الأكثرين على أنه إسماعيل.

٥٥ - إسماعيل بن إبراهيم، المعروف بابن علية:

مذكور فى المختصر فى نكاح المشرك، والأضحية، وهو الإمام أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم بن شهم بن مقسم الأسدى، أسد خزيمة، مولاهم البصرى، أصله كوفى، ويقال له: ابن علية، هى أمه، وكان يكره أن يُنسب إليها، ويجوز نسبته إليها للتعريف. سمع جماعات من التابعين، منهم يزيد بن حميد، ومحمد بن المنكدر، ويزيد الرشك، وعبد العزيز بن صهيب، وأيوب، والعلاء، وعبد الرحمن، وعبد الله بن عوف، وآخرون من التابعين، وجماعات من غيرهم، منهم ابن أبى نجيح، وابن جريج، ومالك، والثورى، وشعبة، وآخرون. روى عنه خلائق من الأعلام، منهم ابن جريج، وإبراهيم بن طهمان، وشعبة، وحماد بن زيد، وعبد الرحمن بن مهدى، وأحمد بن حنبل، وابن معين، وابن راهوية، وابن المدينى، وخلائق.

واتفقوا على جلالته، وتوثيقه، وحفظه، وإمامته. قال شعبة: ابن علية ريحانة الفقهاء. وفى رواية: سيد المحدثين. وقال غندر: نشأت فى الحديث، وليس أحد يُقَدَّم فيه على ابن علية. وقال أحمد بن حنبل: إلى ابن علية المنتهى فى التثبت بالبصرة. وقال ابن معين: كان ثقة، مأمونًا، صدوقًا، مسلمًا، ورعًا، تقيًا.

وقال محمد بن سعد: إسماعيل بن إبراهيم مولى عبد الرحمن بن قطبة الأسدى، أسد خزيمة، كان أبوه تاجرًا من أهل الكوفة، وكان يقدم البصرة بتجارته، فتزوج بها علية بنت حسان مولاة لبنى شيبان، وكانت امرأة نبيلة عاقلة. قال: وكان إسماعيل ثقة، ثبتًا فى الحديث، ولى صدقات البصرة، وولى بغداد فى آخر خلافة هارون، واستوطن بغداد وتوفى بها، ودفن فى مقابر عبد الله بن مالك، وصلى عليه ابنه إبراهيم.

روينا عن عمر بن زرارة، قال: صحبت ابن علية أربعة عشرة سنة، فما رأيته ضحك فيها، وصحبته تسع سنين، فما رأيته

<<  <  ج: ص:  >  >>