الصحابى، وابناه نافع ومحمد ابنا جبير، وسعيد بن المسيب، وآخرون. قال الزبير بن بكار: كان من علماء قريش وساداتهم. توفى بالمدينة سنة أربع وخمسين. وقال ابن قتيبة: سنة تسع وخمسين.
١٠٤ - جرير بن عبد الله الصحابى، رضى الله عنه (١) :
تكرر فى المختصر، والمهذب. هو أبو عمرو جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة البجلى الأحمسى، بالمهملتين، الكوفى، وبجيلة هى بنت صعب بن سعد العشيرة أم ولد أنمار بن أرش، نسبوا إليها، نزل جرير الكوفة، ثم تحول إلى قرقيسيا، وتوفى بها سنة إحدى وخمسين. رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مائة حديث، اتفقا منها على ثمانية، وانفرد البخارى بحديث، ومسلم بستة. روى عنه أنس بن مالك، وقيس بن أبى حازم، والشعبى، وبنوه الثلاثة عبيد الله، وإبراهيم، والمنذر بنو جرير، وآخرون.
قال ابن قتيبة: قدم جرير على النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سنة عشر من الهجرة فى شهر رمضان، فبايعه وأسلم. قال: وكان عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، يقول: جرير يوسف هذه الأمة؛ لحسنه. قال: وكان طويلاً يصل إلى سنام البعير، وكانت نعله ذراعًا، ويخضب لحيته بزعفران بالليل ويغسلها إذا أصبح. واعتزل عليًا ومعاوية، وأقام بالجزيرة ونواحيها حتى توفى سنة أربع وخمسين، رضى الله تعالى عنه.
روينا فى صحيحى البخارى ومسلم عن أنس، قال: خرجت مع جرير فى سفر، فكان يخدمنى، فقلت له: لا تفعل، فقال: إنى رأيت الأنصار تصنع برسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أشياء آليت ألا أصحب أحدًا منهم إلا خدمتهم، وكان جرير أكبر من أنس، رضى الله عنهما. وروينا فى صحيحيهما عن جرير، قال: بايعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.
وفى صحيحيهما عن جرير، قال: ما حجبنى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - منذ أسلمت، ولا رآنى إلا تبسم فى وجهى، ولقد شكوت إليه أنى لا أثبت على الخيل، فضرب بيده على صدرى، وقال: “اللهم ثبته واجعله هاديًا مهديًا”. وفى صحيحيهما عن جرير، قال: قال لى النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فى حجة الوداع: “استنصت لى
(١) طبقات ابن سعد (٦/٢٢) ، التاريخ الكبير للبخارى (٢/١/٢١١) ، الجرح التعديل لابن أبى حاتم (١/١/٥٠٢) ، الاستيعاب لابن عبد البر (١/٢٣٦، ٢٤٠) ، أسد الغابة لابن الأثير (١/٢٧٩، ٢٨٠) ، السير (٢/٥٣٠، ٥٣٧) ، تاريخ الإسلام (٢/٢٧٤) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (٢/٧٣، ٧٤) ، الإصابة (١/٢٣٢) ، تقريب التهذيب (٩١٥) وقال: “صحابي مشهور يقال له: يوسف هذه الأمة مات سنة إحدى وخمسين وقيل بعدها ع”..