للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزيد فيها فى جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، فأخبر بوفاته رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على المنبر فى المدينة حال وفاته، واستغفر له، وأمر المسلمين بالاستغفار له، ووجدوا به يومئذ أربعًا وخمسين ضربة بالسيف فى مقدمه.

وروى البخارى فى صحيحه، عن ابن عمر، قال: كنت فى غزوة مؤتة، فالتمسنا جعفرًا، فوجدناه فى القتلى، ووجدنا فى جسده بضعًا وتسعين من طعنة ورمية. وفى رواية للبخارى أيضًا: فعددت به خمسين من طعنة وضربة ليس فيها شىء فى دبره. وقبره وقبر صاحبيه زيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة مشهور بأرض مؤتة من الشام، على نحو مرحلتين من بيت المقدس، رضى الله عنهم.

روينا فى صحيح البخارى، عن أبى هريرة، رضى الله عنه، قال: كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبى طالب، رضى الله عنه، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان فى بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التى ليس فيها شىء، فيشقها فنلعق ما فيها. وفى صحيح البخارى، عن الشعبى، أن ابن عمر كان إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذى الجناحين.

جاء فى غير البخارى أنه قطعت يداه يوم غزوة مؤتة، فجعل الله له جناحين يطير بهما. وعن أبى هريرة، رضى الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “رأيت جعفرًا يطير فى الجنة مع الملائكة” (١) . رواه الترمذى، وفى إسناده ضعف. وثبت أن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لجعفر: “أشبهت خَلقى وخُلقى” (٢) . ومناقبه كثيرة مشهورة.

قالوا: وكان جعفر أسن من على، رضى الله عنه، بعشر سنين، وعقيل أسن من جعفر بعشر سنين، وطالب بن أبى طالب أسن من عقيل بعشر سنين، وأمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهى أول هاشمية تزوجها هاشمى، وأسلمت، رضى الله عنها، وهاجرت إلى المدينة، وتوفيت فى زمن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وصلى عليها ونزل فى قبرها، وكان يكرمها، وكان أولاد جعفر ثلاثة من أسماء: عبد الله، ومحمد، وعون، والعقب لعبد الله دون أخويه، رضى الله عنهم أجمعين. وكان لجعفر يوم توفى إحدى وأربعين سنة، وقيل غير ذلك، رضى الله عنه.

١٠٦ - جعفر بن محمد الصادق، رضى الله عنه (٣) :

مذكور فى المختصر فى قسم الصدقات،


(١) أخرجه الترمذى (٥/٦٥٤، رقم ٣٧٦٣) وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله جعفر وقد ضعفه يحيى بن معين وغيره، وأبو يعلى (١١/٣٥٠، رقم ٦٤٦٤) ، والحاكم (٣/٢٣١، رقم ٤٩٣٥) وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا: ابن حبان (١٥/٥٢١، رقم ٧٠٤٧) .
(٢) أخرجه أحمد (١/٩٨، رقم ٧٧٠) . وأخرجه الحاكم (٣/٢٣٢، رقم ٤٩٣٩) ، وقال: صحيح على شرط مسلم. وأبو داود (٢/٢٨٤، رقم ٢٢٧٨) ، والبيهقى (٨/٦، رقم ١٥٥٤٩) .
(٣) التاريخ الكبير للبخارى ٢/٢١٨٣، الجرح والتعديل ٢/١٩٨٧، تاريخ الإسلام للذهبى ٦/٤٥-٤٨، سير أعلام النبلاء ٦/٢٥٥-٢٧٠، ميزان الاعتدال ١/٤١٤-٤١٥، تهذيب التهذيب لابن حجر ٢/١٠٣-١٠٤، وتقريب التهذيب (٩٥٠) وقال: "صدوق فقيه إمام من السادسة مات سنة ثمان وأربعين بخ م ٤"..

<<  <  ج: ص:  >  >>