للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث الذى فى المهذب، وهو حديث حسن. رويناه فى سنن أبى داود بإسناد صحيح أو حسن، عن شعيب بن رزيق، قال: جلست إلى رجل له صحبة من رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقال له: الحكم بن حزن الكلفى، فقال: وفدت على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سابع سبعة أو تاسع تسعة، فدخلنا فقلنا: يا رسول الله، زرناك فادع الله لنا بخير، فأمر بنا أو أمر لنا بشىء من التمر، فأقمنا بها أيامًا شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقام متوكئًا على عصى أو قوس، فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات، ثم قال: “أيها الناس، إنكم لن تطيقوا، أو لن تفعلوا كل ما أمرتم به، ولكن سددوا وأبشروا”، قال أبو داود: ثبتنى فى شىء منه بعض أصحابنا. ورويناه فى مسند أبى يعلى الموصلى بحذف كلام أبى داود، رحمه الله.

١٢٧ - حكيم - بفتح الحاء وبالياء - ابن حزام - بالزاى (١) :

تكرر فى المختصر، والمهذب. هو أبو خالد حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب القريشى الأسدى المكى. أسلم يوم فتح مكة سنة ثمان من الهرجة، وكان شهد بدرًا مع المشركين، وكان إذا اجتهد فى يمينه قال: والذى نجانى أن أكون قتيلاً يوم بدر.

ولد قبل عام الفيل بثلاث عشرة سنة على الأشهر، وعاش ستين سنة فى الجاهلية، وستين فى الإسلام، ولا يشاركه فى هذا أحد إلا حسان بن ثابت، وقد قدمنا فى ترجمة حسان أن المراد بهذا بقولهم: ستين سنة فى الإسلام، أى من حين ظهوره ظهورًا فاشيًا. قالوا: ولد حكيم فى جوف الكعبة، ولا يُعرف أحد ولد فيها غيره، وأما ما روى أن على بن أبى طالب، رضى الله عنه، ولد فيها، فضعيف عند العلماء.

توفى حكيم بالمدينة سنة أربع وخمسين. روى عنه سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن الحارث، وموسى بن طلحة، وابنه حزام بن حكيم، وصفوان بن محمد، والمطلب بن حنطب، ويوسف بن ماهك، بفتح الهاء، ومحمد بن سيرين.

وكان حكيم من أشراف قريش ووجوهها فى الجاهلية والإسلام، وأعطاه النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم حنين مائة بعير، ولم يصنع من المعروف شيئًا فى الجاهلية إلا صنع


(١) والتاريخ الكبير للبخارى (٣/الترحمة:٤٢) ، والكنى للدولابى (١/٦٨) ، والجرح والتعديل (٣/الترجمة:٨٧٦) ، والاستيعاب (١/٣٦٢) ، وتاريخ الاسلام (٢/٢٧٧) ، وسير أعلام النبلاء (٣/٤٤) ، وتهذيب التهذيب (٢/٤٤٧) ، والإصابة (١/٣٤٢) . تقريب التهذيب (١٤٧٠) ..

<<  <  ج: ص:  >  >>