للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فقتل الزبير ولم يدع دينارًا ولا درهمًا إلا أرضين منها الغابة، وإحدى عشرة دارًا المدينة، ودارين بالبصرة، ودارًا بالكوفة، ودارًا بمصر. قال: وإنما كان دينه أن الرجل كان يأتيه بالمال يستودعه إياه، فيقول الزبير: لا، ولكنه سلف أنى أخشى عليه الضيعة، وما ولى إمارة قط، ولا جباية، ولا خراجًا، ولا شيئًا إلا أن يكون غزوًا مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أو مع أبى بكر، وعمر، وعثمان، رضى الله عنهم.

قال عبد الله بن الزبير: فحسبت ما كان عليه من الدين، فكان ألف ألف ومائتى ألف، وكان الزبير اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف، فباعها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف. ثم قال: من كان له عندنا شىء فليوافنا بالغابة، فلما فرغ عبد الله من قضاء دينه، قال بنو الزبير: اقسم بيننا ميراثنا، قال: والله لا أقسم بينكم حتى أنادى بالموسم أربع سنين: ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه، فجعل ينادى كل سنة فى الموسم، فلما مضى أربع سنين قسم بينهم، ودفع الثلث، وكان للزبير أربع نسوة، فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتى ألف، فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف. هذا لفظ رواية البخارى.

ومما روينا من أموال الزبير أنه كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، فيتصدق به فى مجلسه، وما يقوم بدرهم منه، ومناقبه كثيرة. وكان الزبير، رضى الله عنه، يوم الجمل قد ترك القتال وانصرف، فلحقه جماعة من الغواة فقتلوه بوادى السباع بناحية البصرة، وقبره هناك، فى جمادى الأولى سنة ست وثلاثين، وكان عمره حينئذ سبعًا وستين سنة، وقيل: ستًا وستين، وقيل: أربعًا وستين، رضى الله عنه.

١٧٧ - زر بن حبيش (١) :

بكسر الزاى. مذكور فى المهذب فى كتاب السير فى مسائل الأمان. هو أبو مريم، وقيل: أبو مطرف زر بن حبيش، بضم الحاء المهملة، ابن حباشة، بضمها أيضًا، ابن أوس بن هلال بن سعد بن حبال بن نصر بن غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدى الكوفى التابعى الكبير المخضرم.

أدرك الجاهلية، وسمع عمر، وعثمان، وعليًا، وابن مسعود، وآخرين من كبار الصحابة. روى عنه جماعات من التابعين منهم الشعبى،


(١) طبقات ابن سعد (٦/١٠٤) والتاريخ الكبير للبخارى (٣/١٤٩٥) والجرح والتعديل (٣/٢٨١٧) والاستيعاب (٢/٥٦٣) وأسد الغابة (٢/٣٠٠) وتاريخ الإسلام (٣/٢٤٩) وسير أعلام النبلاء (٤/١٦٦) وتهذيب التهذيب لابن حجر (٣/٣٢١) والإصابة (١/٥٧٧) . تقريب التهذيب (٢٠٠٨) وقال: “ثقة جليل مخضرم من الثانية مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث وثمانين وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة ع”..

<<  <  ج: ص:  >  >>