للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باسم العلم من أصحاب نبينا وغيره من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم، إلا زيدًا فى قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: ٣٧] ، ولا يرد على هذا قول من قال السجيل فى قول الله تعالى: {كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [الأنبياء: ١٠٤] اسم كاتب، فإنه ضعيف أو غلط.

ولما جهز رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الجيش إلى غزوة مؤتة، جعل أميرهم زيد بن حارثة، وقال: “فإن أصيب فجعفر بن أبى طالب، فإن أصيب فعبد الله بن رواحة”، فاستشهدوا ثلاثتهم بها، رضى الله عنهم، فى جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، وحزن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والمسلمون عليهم.

روى لزيد عن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثان، روى عنه ابنه أسامة، رضى الله عنهما. روينا فى صحيحى البخارى ومسلم، عن ابن عمر، أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال حين أمَّر أسامة بن زيد، فطعن بعض المنافقين: “إن تطعنوا فى إمارته فقد كنتم تطعنون فى إمارة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلىَّ، وإن هذا لمن أحب الناس إلىَّ بعده” (١) .

ومناقبه كثيرة، رضى الله عنه، وذكرنا تمام كلام الراوى فى فوائده أن حارثة والد زيد أسلم حين جاء فى طلب زيد، ثم ذهب إلى قومه مسلمًا.

١٨٨ - زيد بن خالد الجهنى الصحابى، رضى الله عنه (٢) :

تكرر فى المختصر، والمهذب. هو أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو طلحة، وقيل: أبو زرعة، سكن المدينة، وشهد الحديبية، وكان معه لواء جهينة يوم الفتح، رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحد وثمانون حديثًا، اتفقا على خمسة، وانفرد مسلم بثلاثة. روى عنه السائب بن يزيد، والسائب بن خلاد الصحابيان، وجماعت من التابعين. توفى بالمدينة، وقيل: بالكوفة، وقيل: بمصر، سنة ثمان وستين، وهو ابن خمس وثمانين سنة، وقيل: توفى سنة خمسين، وقيل: سنة اثنتين وسبعين، وقيل: سنة ثمان وتسعين، رضى الله عنه.

١٨٩ - زيد بن الخطاب الصحابى، رضى الله عنه (٣) :

أخو عمر بن الخطاب، رضى الله عنهما، لأبيه. هو أبو عبد الرحمن زيد بن الخطاب ابن نفيل، وتمام نسبه فى ترجمة أخيه عمر، رضى الله عنه، القريشى العدوى، وكان أسن من عمر، وأسلم قبل عمر،


(١) أخرجه أحمد (٢/٢٠، رقم ٤٧٠١) ، والبخارى (٣/١٣٦٥، رقم ٣٥٢٤) ، ومسلم (٤/١٨٨٤، رقم ٢٤٢٦) ، والترمذى (٥/٦٧٦، رقم ٣٨١٦) وقال: حسن..
(٢) طبقات ابن سعد (٤/٣٤٤) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٣/١٢٨٢) ، والكنى للدولابى (١/٧٩) ، والجرح والتعديل (٣/٢٥٤٠) ، والاستيعاب (٢/٥٤٩) ، وأسد الغابة (٢/٢٢٨) ، وتاريخ الإسلام (٣/١٧) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٣/٤١٠) ، والإصابة (١/٥٦٥) . تقريب التهذيب (٢١٣٣) وقال: “صحابي مشهور مات بالمدينة سنة ثمان وستين أو وسبعين وله خمس وثمانون سنة بالكوفة ع”. .
(٣) طبقات ابن سعد (٣/٣٧٦) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٣/١٢٧٤) ، والجرح والتعديل (٣/٢٥٣٩) ، وحلية الأولياء (١/٣٦٧) ، والاستيعاب (٢/٥٥٠) ، وأسد الغابة (٢/٢٢٨) ، وتاريخ الإسلام (١/٢٦٧) ، وسير أعلام النبلاء (١/٢٩٧) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٣/٤١١) ، والإصابة (١/٥٦٥) . تقريب التهذيب (٢١٣٤) وقال: “أخو عمر كان قديم الإسلام وشهد بدرا واستشهد باليمامة سنة اثنتي عشرة خت م د”..

<<  <  ج: ص:  >  >>