نسبه فى ترجمة ابنه سعيد إن شاء الله تعالى. كان يتعبد فى الفترة قبل النبوة على دين إبراهيم، عليه السلام، ويتطلب دين إبراهيم، ويوحد الله تعالى، ويعيب على قريش ذبائحهم على الأنصاب، ولا يأكل مما ذبح على النصب، وكان إذا دخل الكعبة قال: لبيك حقًا حقًا تعبدًا ورقًا، عُذت بما عاذ به إبراهيم.
وعن أسماء بنت أبى بكر الصديق، رضى الله عنها، قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندًا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش، والذى نفس زيد بيده، ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيرى. وكان يقول: اللهم لو أنى أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ثم يسجد على راحتيه. وكان يقول: يا قريش، إياكم والزنا، فإنه يورث الفقر. وفى الحديث أن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئل عن زيد، فقال: “يبعث يوم القيامة أمة وحده”.
وتوفى قبل النبوة، فرثاه ورقة بن نوفل بأبيات معناها أنه خلص نفسه من جهنم بتوحيده واجتنابه عبادة الأوثان. وفى صحيح البخارى فى كتاب المناقب جملة من أخبار زيد ومناقبه أنه كان يحيى الموؤدة، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها، أنا أكفيك مؤونتها، فيأخذها، فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك، وإن شئت كفيتك مؤونتها.
١٩٣ - زيد بن وهب (١) :
مذكور فى المهذب فى أوائل باب العفو عن القصاص. هو أبو سليمان زيد بن وهب الجهنى التابعى الكبير الكوفى، رحل إلى النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مهاجرًا، فتوفى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو فى الطريق، فسمع عمر بن الخطاب، وعليًّا، وابن مسعود، وأبا ذر، وحذيفة، وأبا موسى، وغيرهم. روى عنه إسماعيل بن أبى خالد، وسلمة بن كهيل، وحبيب بن أبى ثابت، والأعمش، وغيرهم من التابعين، واتفقوا على توثيقه وجلالته. توفى سنة ست وتسعين، وقيل: قبلها.
١٩٤ - زيد بن كعب بن عجرة:
مذكور فى المهذب فى أول باب الخيار فى النكاح، هكذا قال زيد بن كعب بن عجرة، وزيد فى هذا الحديث فى بعض طرقه زيد بن كعب، وليس هو ابن كعب بن عجرة، وإنما هو زيد بن كعب آخر.
(١) طبقات ابن سعد (٦/١٠٢) ، وطبقات خليفة (١٥٨) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٣/١٣٥٢) ، والكنى للدولابى (١/٧١) ، والجرح والتعديل (٣/٢٦٠٠) ، وحلية الأولياء (٤/١٧١) ، والاستيعاب (٢/٥٥٩) ، وأسد الغابة (٢/٢٤٢) ، وتاريخ الإسلام (٣/٢٥١) ، وسير أعلام النبلاء (٤/١٩٦) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٣/٤٢٧) ، والإصابة (١/٥٨٣) . تقريب التهذيب (٢١٥٩) وقال: "ثقة جليل لم يصب من قال في حديثه خلل من الثانية مات بعد الثمانين وقيل سنة ست وتسعين ع"..