على بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعى الدمشقى المعروف بابن عساكر، رحمه الله، بابًا فى تاريخ دمشق، ذكر فيه أسماء كثيرة، جاء بعضها فى الصحيحين، وباقيها فى غيرهما، منها: محمد، وأحمد، والحاشر، والعاقب، والمقفى، والماحى، وخاتم الأنبياء، ونبى الرحمة، ونبى الملحمة. وفى رواية: نبى الملاحم، ونبى التوبة، والفاتح، وطه، ويس، وعبد الله.
قال الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن على البيهقى، رحمه الله: زاد بعض العلماء، فقال: سماه الله عز وجل فى القرآن: رسولاً، نبيًا، أميًا، شاهدًا، مبشرًا، نذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه، وسراجًا منيرًا، ورءوفًا رحيمًا، ومذكرًا، وجعله رحمة، ونعمة، وهاديًا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وعن ابن عباس، رضى الله عنهما، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اسمى فى القرآن محمد، وفى الإنجيل أحمد، وفى التوراة أحيد، وإنما سميت أحيدًا لأنى أحيد أمتى عن نار جهنم"(١) . قلت: وبعض هذه المذكورات صفات، فإطلاقهم الأسماء عليها مجاز.
وقال الإمام الحافظ القاضى أبو بكر بن العربى المالكى فى كتابه الأحوذى فى شرح الترمذى: قال بعض الصوفية: لله عز وجل ألف اسم، وللنبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ألف اسم.
قال ابن الأعرابى: فأما أسماء الله عز وجل، فهذا العدد حقير فيها، وأما أسماء النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلم أحصها إلا من جهة الورود الظاهر بصيغة الأسماء النبية، فوعيت منها أربعة وستين اسمًا، ثم ذكرها مفصلة مشروحة، فاستوعب وأجاد، ثم قال: وله وراء هذه أسماء.
وأم النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب. ووُلد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عام الفيل، وقيل: بعده بثلاثين سنة. قال الحاكم أبو أحمد: وقيل: بعده بأربعين سنة، وقيل: بعده بعشر سنين. رواه الحافظ أبو القاسم بن عساكر فى تاريخ دمشق، والصحيح المشهور أنه
(١) أخرجه ابن عدى (١/٣٣٧، ترجمة ١٦٤ إسحاق بن بشر) ، وابن عساكر (٣/٣٢) .