للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمره رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على سرية، وهو أول أمير أمره، وغنيمته أول غنيمة فى الإسلام، ثم شهد بدرًا، واستشهد يوم أُحُد، وكان من دعائه يوم أُحُد أن يقاتل ويستشهد، ويقطع أنفه وأذنه ويمثل به فى الله تعالى ورسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فاستجاب الله دعاءه، واستشهد وعمل الكفار به ذلك، وكان يقال له: المجدع فى الله تعالى، وكان عمره حين استشهد نيفًا وأربعين سنة، ودفن هو وخاله حمزة بن عبد المطلب فى قبر واحد، رضى الله عنهما.

٢٩٢ - عبد الله بن جعفر بن أبى طالب (١) :

تكرر فى المختصر، والمهذب. هو أبو جعفر القريشى الهاشمى، الصحابى ابن الصحابى وابن الصحابية، والجواد ابن الجواد، أمه أسماء بنت عميس الخثعمية، وسيأتى بيان أحوالها فى ترجمتها إن شاء الله تعالى، وسبقت مناقب أبيه فى ترجمته، وكان أبوه جعفر هاجر بأمه إلى أرض الحبشة، فولدت عبد الله هناك، وهو أول مولود ولد فى الإسلام بأرض الحبشة باتفاق العلماء، وقدم مع أبيه من الحبشة مهاجرين إلى المدينة، وهو أخو محمد بن أبى بكر الصديق، ويحيى بن على بن أبى طالب، رضى الله عنهم. أمهما أسماء تزوجها جعفر، ثم أبو بكر، ثم على.

رُوى لعبد الله عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خمسة وعشرون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم منها على حديثين. روى عنه بنوه الثلاثة: إسماعيل، وإسحاق، ومعاوية، ومحمد بن على بن الحسين، والقاسم بن محمد، وعروة بن الزبير، وسعيد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وابن أبى مليكة، والحسن بن سعد، ومورق، والشعبى، وعبد الله بن شداد، وعباس بن سهل، وغيرهم.

وتوفى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولعبد الله بن جعفر عشر سنين، وكان كريمًا، جوادًا، حليمًا، وكان يسمى بحر الجود. قال الحافظ عبد الغنى: يقال: لم يكن فى الإسلام أسخى منه. وقال ابن قتيبة فى المعارف: كان عبد الله بن جعفر أجود العرب، وأخبار أحواله فى السخاء والجود والحلم مشهورة لا تُحصى.

ومما روينا عنه أنه أقرض الزبير بن العوام ألف ألف درهم، فلما قتل الزبير قال عبد الله بن الزبير لعبد الله بن جعفر: وجدت


(١) التاريخ الكبير للبخارى (٥/١١) والجرح والتعديل (٥/٩٦) والكنى للدولابى (١/٦٦) والاستيعاب (٣/٨٨٠) وأسد الغابة (٣/١٣٩) وسير أعلام النبلاء (٣/٤٥٦) وتاريخ الإسلام (٣/١٦٣) وتهذيب التهذيب لابن حجر (٥/١٧٠) والإصابة (٢/٤٥٩١) وشذرات الذهب (١/٨٧) . تقريب التهذيب (٣٢٥١) ، وقال: “له صحبة مات سنة ثمانين وهو ابن ثمانين ع”..

<<  <  ج: ص:  >  >>