والزهرى، وآخرون من التابعين. وأجمعوا على توثيقه وإمامته وجلالته وفضله.
قال الأوزاعى: من كان مقتديًا فليقتد بمثل ابن محيريز، فإن الله تعالى لم يكن ليضل أمة فيها مثل ابن محيريز. وقال رجاء بن حيوة: والله إن كنت أعد بقاء ابن محيريز أمانًا لأهل الأرض. وروى له البخارى ومسلم. قال البخارى، عن ضمرة: توفى ابن محيريز فى خلافة الوليد بن عبد الملك، وقيل: توفى فى خلافة عمر بن عبد العزيز، رضى الله عنهم.
٣٣٣ - عبد الله بن مسعود الصحابى، رضى الله عنه (١) :
متكرر. هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود بن غافل، بالغين المعجمة والفاء، ابن حبيب بن سمح بن فار، بالفاء وتخفيف الراء، ابن مخزوم بن صاهلة، بالصاد المهملة والهاء، ابن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر ابن نزار الهذلى، حليف بنى زهرة الكوفى، وأمه أم عبد بنت عبدود بن سواء من هذيل أيضًا، أسلمت وهاجرت، فهو صحابى ابن صحابية، أسلم عبد الله قديمًا حين أسلم سعيد بن زيد قبل عمر بن الخطاب بزمان.
جاء عنه قال: لقد رأيتنى سادس ستة ما على الأرض مسلم غيرنا. رواه الطبرانى بإسناده. وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وشهد مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد، وشهد اليرموك، وهو الذى أجهز على أبى جهل يوم بدر، وشهد له رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالجنة، وهو صاحب نعل رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كان يلبسه إياها إذا قام، فإذا خلعها وجلس جعلها ابن مسعود فى ذراعه، وكان كثير الولوج على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والخدمة له.
وثبت فى صحيح مسلم عنه، قال: قال لى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “آذنك على أن ترفع الحجاب، وتسمع سِوادى حتى أنهاك”، والسواد بكسر السين: السرار، وكان يعرف بصاحب السواد، والسواك، والنعل. رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثمانمائة وثمانية وأربعون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم منها على أربعة وستين، وانفرد البخارى بأحد وعشرين، ومسلم بخمسة وثلاثين. روى عنه ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وأبو موسى الأشعرى، وأنس، وجابر، وأبو سعيد، وعمران بن الحصين، وعمرو بن حريث، وأبو هريرة، وغيرهم من الصحابة،
(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٢/٣٤٢، ٣/١٥٠، ٦/١٣) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٥/٣) ، والجرح والتعديل (٥/٦٨٦) ، والاستيعاب (٣/٩٨٧) ، وأسد الغابة (٣/٢٥٦) ، وسير أعلام النبلاء (١/٤٦١) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٦/٢٧، ٢٨) ، والإصابة (٢/٤٩٥٤) . تقريب التهذيب (٣٦١٣) ، وقال: "من السابقين الأولين ومن كبار العلماء من الصحابة مناقبة جمة وأمره عمر على الكوفة ومات سنة اثنتين وثلاثين أو في التي بعدها بالمدينة ع".