إن عثمان فى حاجة الله وحاجة رسوله”، فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعثمان خيرًا من أيديهم لأنفسهم. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن.
وعن أبى الأشعث الصنعانى أن خطباء قامت بالشام فيهم رجال من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقام أحدهم رجل يقال له: مرة بن كعب، فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما قمت، وذكر الفتن يقربها، فمر رجل متقنع فى ثوب، فقال: هذا يومئذ على الهدى، فقمت إليه، فإذا هو عثمان بن عفان، فأقبلت إليه بوجهى، فقلت: هذا؟ قال: نعم. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن صحيح.
وعن عائشة أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: “يا عثمان، إنه لعل الله يقمصك قميصًا، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه حتى يخلعوه”. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن. وعن كليب بن وائل، عن ابن عمر، قال: ذكر رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فتنة، فقال: “يقتل فيها هذا مظلومًا” لعثمان. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن.
وعن أبى سلمة مولى عثمان، قال: قال عثمان يوم الدار: إن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عهد إلىَّ عهدًا، فأنا صابر عليه. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن صحيح.
قال ابن قتيبة: كان لعثمان من الأولاد: عبد الله الأكبر أمه فاختة بنت غزوان، وعبد الله الأصغر أمه رقية بنت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وعمرو، وأبان، وخالد، وعمر، وسعد، والوليد، والمغيرة، وعبد الملك، وأم سعيد، وأم أبان، وأم عمرو، وأم عائشة، رضى الله عنهم.
وعثمان بن عفان أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو عنهم راض، وأحد الخلفاء الراشدين، وأحد السابقين إلى الإسلام، وأحد المنفقين فى سبيل الله الإنفاق العظيم، وأحد أصهار رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولم يلبس السراويل فى جاهلية ولا إسلام إلى يوم قتله، وقال: إنى رأيت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - البارحة فى المنام وأبو بكر وعمر، فقالوا لى: اصبر، فإنك تفطر عندنا القابلة، ثم دعا بمصحف ففتحه، فقتل وهو بين يديه، وأعتق عشرين مملوكًا وهو محصور، رضى الله عنه.