مشتاق إليها. وكان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يكرمه إذا دخل عليه. وشهد فتوح العراق فى زمن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، فحضر وقعة القادسية، ووقعة مهران، وجسر أبى عبيد، وغير ذلك. وكان مع خالد بن الوليد حين سار إلى الشام، وشهد معه بعض فتوحه، وأرسل معه خالد بن الوليد الأخماس إلى أبى بكر الصديق، رضى الله عنه، وكان عدى يفت الخيز للنمل، ويقول: إنهن جارات ولهن حق.
وروينا فى صحيحى البخارى ومسلم، واللفظ للبخارى، عن عدى بن حاتم، قال: أتيت عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، فى أناس من قومى، فجعل يفرض للرجل من طىء فى ألفين ويعرض عنى، فاستقبلته فأعرض عنى، ثم أتيته من حيال وجهه، فأعرض عنى، قلت: يا أمير المؤمنين، أتعرفنى؟ فضحك، قال: والله إنى لأعرفك، آمنت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ووجوه أصحابه صدقة طىء، جئت بها إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ثم أخذ يعتذر وقال: إنما فرضت لقوم أجحفت بهم الفاقة وهم سادات عشائرهم لما ينوبهم من الحقوق، فقال عدى: فلا أبالى إذًا.
٣٩٩ - عدى بن عدى بن عميرة - بفتح العين - ابن فروة بن زرارة بن الأرقم بن النعمان بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن الحارث بن عدى بن ربيعة بن معاوية الأكرمين ابن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن ثور (١) :
وهو كندة بن عفير الكندى، أبو فروة الجزرى، سيد أهل الجزيرة. واختلفوا
(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/٤٨٠) ، التاريخ الكبير للبخارى (٧/١٩٣) ، الجرح والتعديل (٧/٦) ، تاريخ الإسلام (٤/٢٧٧) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (٧/١٦٨، ١٦٩) ، الإصابة (٢/٥٤٨٦، ٣/٦٧٧٢) . تقريب التهذيب (٤٥٤٣) ، وقال: “ثقة فقيه عمل لعمر ابن عبد العزيز على الموصل من الرابعة مات سنة عشرين ومائة د س ق”..