للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال ابن عمر: تجمعون لى المسائل وفيكم ابن أبى رباح.

وعن ربيعة قال: فاق عطاء أهل مكة فى الفتوى. وعن محمد الباقر، رضى الله عنه، قال: ما بقى أحد من الناس أعلم بأمر الحج من عطاء. وقال الباقر أيضًا: خذوا من حديث عطاء ما استطعتم. وقال إسماعيل، أظنه ابن أمية: كان عطاء يطيل الصمت، فإذا تكلم يخيل إلينا أنه يؤيد.

وقال إبراهيم بن عمر بن كيسان: أذكرهم فى زمان بنى أمية يأمرون فى الحاج صائحًا يصيح: لا يُفتى الناس إلا عطاء بن أبى رباح. واتفقوا على توثيقه وجلالته وإمامته. توفى بمكة. قال الجمهور: سنة خمس عشرة ومائة، وقيل: أربع عشرة ومائة، وقيل: سبع عشرة.

ومن غرائبه أنه قال: إذا أراد الإنسان سفرًا فله القصر قبل خروجه من البلد، ووافقه طائفة من أصحاب بن مسعود، وخالفه الجمهور، وقد أوضحته فى شرح مسلم. ومن غرائبه ما حكاه عنه ابن المنذر وغيره عنه أنه قال: إذا كان العيد يوم الجمعة وجبت صلاة العيد، ولا يجب بعدها لا جمعة ولا ظهر ولا صلاة بعد العيد إلا العصر.

٤١٠ - عطاء الخراسانى (١) :

هو أبو أيوب، ويقال: أبو عثمان، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو صالح عطاء بن أبى مسلم، واسم أبى مسلم عبد الله، ويقال: ميسرة الأزدى الخراسانى البلخى. سكن عطاء الشام، وهو مولى للمهلب بن أبى صفرة، وعطاء من التابعين الكبار.

روى عن معاذ بن جبل، وكعب بن عجرة، وابن عباس، وأنس، وعبد الله بن السعدى مرسلاً، وسمع ابن المسيب، وابن جبير، وعكرمة، وأبا مسلم، وأبا إدريس الخولانيين، وعطاء بن أبى رباح، ونافعًا، وعروة، والمقبرى، والزهرى، وآخرين من التابعين. روى عنه عطاء بن أبى رباح، وابن جريج، ومعمر، ومالك، وشعبة، وابنه عثمان بن عطاء، والضحاك بن مزاحم، والأوزاعى، وخلائق من الأئمة، وهو من التابعين العباد متفق على توثيقه.

روينا عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: كنا نعارى عطاء الخراسانى، وكان يُحيى الليل، فإذا مضى من الليل


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/٣٦٩) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٦/٣٠٢٧) ، والجرح والتعديل (٦/١٨٥٠) ، وتاريخ الإسلام (٥/٢٧٩) ، وسير أعلام النبلاء (٦/١٤٠) ، وميزان الاعتدال (٣/٥٦٤٢) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٧/٢١٢ - ٢١٥) . تقريب التهذيب (٤٦٠٠) ، وقال: “صدوق يهم كثيرا ويرسل ويدلس من الخامسة مات سنة خمس وثلاثين لم يصح أن البخاري أخرج له م ٤”..

<<  <  ج: ص:  >  >>