بن عمر بن مخزوك بن يقظة ابن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب القريشى المخزومى، وكان أبا جهل يكنى فى الجاهلية أبا الحكم، وكناه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبا جهل، وكان أبو جهل وابنه عكرمة من أشد الناس عداوة لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقتل الله أبا جهل يوم بدر كافرًا وبقى عكرمة، ثم هداه الله تعالى، فأسلم عكرمة بعد الفتح بقليل.
وروينا فى مسند أبى يعلى الموصلى، عن سعد بن أبى وقاص، رضى الله عنه، قال: لما كان يوم فتح مكة أمَّن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الناس إلا أربعة رجال وامرأتين، وقال: “اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبى جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، بضم الصاد المهملة، وعبد الله بن سعد بن أبى سرح”.
فأما ابن خطل فأُدرك وهو متعلق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر، فسبق عمارًا، وكان أشب الرجلين، فقتله. وأما مقيس بن صبابة، فأدركه الناس فى السوق فقتلوه، وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف، فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة: أخلصوا، فإن آلهتكم لا تغنى عنكم شيئًا هاهنا، فقال عكرمة: إن لم ينجنى فى البحر إلا الإخلاص ما ينجينى فى البر غيره، اللهم لك علىَّ عهد إن أنت عافيتنى مما أنا فيه أن آتى محمدًا حتى أضع يدى فى يده، فلأجدنه عفوًا كريمًا، فجاء فأسلم.
وأما عبد الله بن سعد، فإنه اختفى عند عثمان بن عفان، فلما دعا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الناس للبيعة، جاء به عثمان حتى وقفه بين يدى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: يا رسول الله، بايع عبد الله، فرفع رأسه فنظر إليه، ففعل ذلك ثلاثًا، كل ذلك يأبى ثم بايعه، ثم أقبل على أصحابه، فقال: “أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآنى كففت يدى عن بيعته فيقتله”.
وقيل: إن زوجة عكرمة سارت إليه إلى اليمن بأمان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكانت أسلمت، فجاءت به إلى النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأسلم وحسن إسلامه، ثم كان من صالحى المسلمين، ولما أسلم قال: يا رسول الله، لا أدع مالاً أنفقته عليك إلا أنفقت فى سبيل الله مثله.
واستعمله النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على صدقات هوازن عام حجة الوداع، وله فى قتال أهل الردة أثر عظيم. استعمله أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، على جيش، وسيره