للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومحمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، وأبان بن أبى عياش، ونظر بن خليفة، وليث بن أبى سليم، وسفيان الثورى، ويحيى بن عبيد الله، وهشام بن حسان، وغيرهم من الأئمة.

روى عنه خلائق من الأئمة، منهم الثورى، وابن عيينة، ويحيى القطان، وحسين بن على الجعفى، وابن المبارك، والشافعى، والحميدى، والقعنبى، وابن مهدى، ويحيى بن يحيى، ويحيى بن صالح، ومسدد، وقتيبة، ويحيى الحمانى، ومؤمل بن إسماعيل، وإسحاق بن منصور، وآخرون. وأجمعوا على توثيقه، والاحتجاج به، وصلاحه، وزهده، وورعه، ونحوها من طرائق الأخرة.

قال أحمد بن عبد الله العجلى: هو ثقة، كوفى، متعبد، رجل صالح. وقال ابن سعد: كان ثقة، ثبتًا، فاضلاً، عابدًا، ورعًا، كثير الحديث. قيل للفضيل: لما تحدث جعفر بن يحيى؟ قال: أنا أجلّ حديث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن أُحَدِّث به جعفر بن يحيى. وروينا عن إسحاق بن إبراهيم الطبرى، قال: ما رأيت أحدًا أخوف على نفسه وارجا للناس من الفضيل، وكان صحيح الحديث، صدوق اللسان، شديد الهيبة للحديث، وكان يثقل عليه الحديث جدًا.

وقال الفضيل: مَن عرف الناس استراح، يعنى أنهم لا يضرون ولا ينفعون. وقال: ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة صلاة ولا صيام، ولكن بسخاء الأنفس، وسلامة الصدور، والنصح للأمة. وقال: ترك العمل بسبب الناس رياء، والعمل بسببهم شرك، والإخلاص يعافيك الله منهما. وحكمه ومناقبه كثيرة مشهورة.

٤٩٤ - فيروز الديلمى الصحابى، رضى الله عنه (١) :

مذكور فى نكاح المشرك من المختصر والمهذب، هو أبو عبد الله، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو الضحاك فيروز الديلمى. قال محمد بن سعد: من أهل الحديث من يقول: فيروز الديلمى، ومنهم من يقول: فيروز بن الديلمى، وهو واحد، ويقال له: الحميرى؛ لنزوله فى حمير، وهو من أبناء الفرس الذين بعثهم كسرى إلى سيف بن ذى يزن إلى اليمن فنفوا الحبشة عنها واستولوا عليها.

وفد فيروز على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأسلم، وهو قاتل الأسود العنسى الكذاب الذى كان ادعى النبوة باليمن، قتله فى آخر حياة النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ووصل خبر قتله إياه فى مرض رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/٥٣٣) والتاريخ الكبير للبخارى (٧/٦١٦) والكنى للدولابى (١/٧٥) والجرح والتعديل (٧/٥٢١) وأسد الغابة (٤/١٨٦) والإستيعاب (٣/١٢٨٦) وتهذيب التهذيب (٨/٣٠٥) والإصابة (٣/٧٠١٠) . تقريب التهذيب (٥٤٤٤) ، وقال: “صحابي له أحاديث وهو الذي قتل الأسود الذي ادعى النبوة في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومات في زمن عثمان وقيل بل في زمن معاوية بعد الخمسين ٤”..

<<  <  ج: ص:  >  >>