وهما من شيوخه، وقيس بن الربيع، وابن المبارك، وابن وهب، وابن لهيعة، وعبد الله بن صالح كاتبه، وخلائق لا يحصون من الأئمة وغيرهم. وأجمع العلماء على جلالته، وإمامته، وعلو مرتبته فى الفقه والحديث. وهو إمام أهل مصر فى زمانه.
نقل أبو حاتم بن حبان، عن الشافعى، رضى الله عنه، أنه قال: كان الليث بن سعد أفقه من مالك، إلا أنه ضيعه أصحابه. وقال ابن وهب: ما كان فى كتب مالك وأخبرنى من أرضى من أهل العلم، فهو الليث بن سعد. وقال محمد بن سعد: كان الليث مولى لقريش، ولد سنة ثلاث أو أربع وتسعين، وكان ثقة، كثير الحديث وصحيحه، وكان استقل بالفتوى فى زمانه بمصر، وكان سريًا، نبيلاً، سخيًا.
وقال أحمد بن حنبل: الليث كثير العلم، صحيح الحديث، ليس فى هؤلاء المصريين أثبت منه، ما أصح حديثه، فقال أحمد: رأيت من رأيت، فلم أر مثل الليث، كان فقيه البدن، عربى اللسان، يحسن القرآن والنحو، ويحفظ الحديث والشعر، حسن الذاكرة، وعد خصالاً جميلة عنه حتى بلغ عشرًا. وأقوال العلماء فى فضله كثيرة مشهورة.
وقال قتيبة بن سعيد: لما قدم الليث المدينة، أهدى له مالك بن أنس من طرف المدينة، فبعث إليه الليث ألف دينار. وقال محمد بن رمح صاحب الليث: كان دخل الليث ثمانين ألف دينار، يعنى فى السنة، وما وجبت عليه زكاة قط. توفى الليث فى شعبان. قال ابن بكير: توفى الليث سنة خمس وسبعين ومائة. وقال ابن حبان: سنة ست أو سبع وسبعين. وقال ابن سعد: سنة خمس وستين، رضى الله عنه.
٥٣٧ - ليث بن أبى سليم بن أبى زنيم (١) :
مذكور فى المختصر فى باب إمامة المرأة. هو أبو بكر، ويقال: أبو بكير ليث بن أبى سليم بن أبى ذنيم الكوفى القرشى، مولاهم مولى عتبة أو عنبسة بن أبى سفيان، واسم أبى سليم أيمن، ويقال: أنس. روى ليث عن مجاهد، وطاووس، وعطاء بن أبى رباح، وابن الزبير، وابن أبى مليكة، والشعبى، وطلحة بن مصرف، وأبى بردة، وآخرين. روى عنه الثورى، وشعبة، وزائدة، وشريك، وزهير بن معاوية، والحسن بن صالح، وإسماعيل بن علية، وأبو إسحاق الفزارى،
(١) التاريخ الكبير للبخارى (٧/١٠٥١) ، والجرح والتعديل (٧/١٠١٤) ، وسير أعلام النبلاء (٦/١٧٩) ، وتاريخ الإسلام (٦/١١٦) ، وميزان الاعتدال (٣/٦٩٩٧) ، وتهذيب التهذيب (٨/٤٦٥ - ٤٦٨) . تقريب التهذيب (٥٦٨٥) ، وقال: “ابن زنيم بالزاي والنون مصغر صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك من السادسة مات سنة ثمان وأربعين خت م ٤”..