بستة أشهر. وقال الكلبى: كان زكريا يوم بشر بالولد ابن ثنتين وتسعين سنة، وقيل: تسع وتسعين سنة. وعن الضحاك، عن ابن عباس: كان ابن عشرين ومائة سنة، وكانت امرأته بنت ثمان وتسعين سنة.
قال: وقال كعب الأحبار: كان يحيى حسن الصورة والوجه، لين الجناح، قليل الشعر، قصير الأصابع، طويل الأنف، أقرن الحاجبين، رقيق الصوت، كثير العبادة، قويًا فى طاعة الله، وساد الناس فى عبادة الله تعالى وطاعته.
وقال فى قوله تعالى:{وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}[مريم: ١٢] : قيل: إن يحيى قال له أقرانه من الصبيان: اذهب بنا نلعب، فقال: ما للعب خُلقنا. قال: وقيل: إنه نبىء صغيرًا، فكان يعظ الناس، ويقف لهم فى أعيادهم وجمعهم ويدعوهم إلى الله تعالى، ثم ساح يدعو الناس، ولما بعثه الله تعالى إلى بنى إسرائيل أمره أن يأمرهم بخمس خصال، وهى: عبادة الله ولا يشركون به شيئًا، والصلوات، والصدقة، وذكر الله، والصيام.
واتفقوا على أنه قُتل ظلمًا شهيدًا، وأُخذ رأسه ووضع فى طست، وغضب الله تعالى على قاتليه، وسلط عليهم بخت نصر وجيوشه، فجاسوا خلال الديار، وكان وعدًا مفعولاً.
٦٨٢ - يحيى بن سعيد الأنصارى (١) :
تكرر فى المختصر، وذكره فى المهذب فى أول الرضاع وأول حدث القذف. هو الإمام أبو سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد ابن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارى النجارى المدنى التابعى القاضى، قاضى المدينة، وأقدمه المنصور العراق، فولاه قضاء الهاشمية، وقيل: تولى القضاء ببغداد ولم يثبت. قال البخارى: وقال بعضهم: هو يحيى بن سعيد بن قيس بن فهر، ولا يصح.
سمع أنس بن مالك، والسائب بن يزيد، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وأبا أمامة بن سهل بن حنيف، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق، وأبا سلمة ابن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، وسليمان بن يسار، وخلائق من الأئمة.
روى عنه هشام بن عروة، وحميد الطويل، ويزيد بن عبد الله بن أسامة، وابن جريج، والأوزاعى، ومالك بن أنس، والسفيانان، والحمادان، والليث، وابن المبارك، وشعبة، ويحيى بن سعيد القطان،
(١) التاريخ الكبير للبخارى (٨/٢٩٨٠) ، والجرح والتعديل (٩/٦٢٠) ، وسير أعلام النبلاء (٥/٤٦٨) ، وتاريخ الإسلام (٦/١٤٩) ، وتهذيب التهذيب (١١/٢١١) . تقريب التهذيب (٧٥٥٩) ، وقال: “ثقة ثبت من الخامسة مات سنة أربع وأربعين أو بعدها ع”..