من العربية، والفقه، والكلام، والأصول، ومعرفته بالكتاب والسنة. قال: وكان من المجتهدين فى العبادة، المبالغين فى الورع.
وقال أبو صالح المؤذن: سمعت أبا حاتم العبدوى يقول: كان الأستاذ أبو إسحاق يقول لى بعدما رجع من إسفراين: أشتهى أن يكون موتى بنيسابور، فتوفى بعد هذا الكلام بنحو خمسة أشهر يوم عاشوراء سنة ثمانى عشرة وأربعمائة، وصلى عليه الإمام الموفق. قال: وفوائده وفضائله وأحاديثه وتصانيفه أكثر من أن تستوعب فى مجلدات.
وكان الأستاذ أحد الثلاثة الذين اجتمعوا فى عصر واحد على نصر مذهب الحديث والسنة فى المسائل الكلامية، القائمين بنصرة مذهب الشيخ أبى الحسن الأشعرى، وهم الأستاذ أبو إسحاق الإسفراينى، والقاضى أبو بكر الباقلانى، والإمام أبو بكر بن فورك، وكان الصاحب بن عباد يثنى عليهم الثناء الحسن، مع أنه معتزلى مخالف لهم، لكنه أنصفهم. وأما قول أبى بكر السمعانى: أنه توفى بإسفرائن، فأنكروه عليه، فالصواب أنه توفى بنيسابور، وحمل إلى إسفرائن.
قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح، رحمه الله: وكان الأستاذ أبو إسحاق ناصرًا لطريقة الفقهاء فى أصول الفقه، مضطلعًا بتأبيد مذهب الشافعى فى مسائل من الأصول أشكلت على كثير من المتكلمين الشافعيين، حتى جبنوا عن موافقته فيها، كمسألة نسخ القرآن بالسنة، ومسألة أن المصيب من المجتهدين واحد، حتى كان يقول: بأن كل مجتهد مصيب أوله سفسطة وآخره زندقة، ولا يصح قول من قال: إنه قول للشافعى.
قلت: وله مسائل غريبة مهمة، منها أن الصائم لو ظن غروب الشمس بالاجتهاد، قال الأستاذ أبو إسحاق: لا يجوز له الفطر حتى يتيقنه، وجوزه جمهور الأصحاب، وهو الصحيح.
٧١٢ - أبو إسحاق الزجاج الإمام فى العربية (١) :
مذكور فى الروضة فى الشرط فى الطلاق فيمن علق طلاقها بأول ولد، هو أبو إسحاق بن السرى بن سهل البصرى النحوى صاحب كتاب معانى القرآن. قال الخطيب فى تاريخ بغداد: كان أبو إسحاق الزجاج هذا من أهل الفضل والدين، حسن الاعتقاد، وحسن المذهب، له مصنفات حسان فى الأدب.
روى عنه على بن عبد الله بن المغيرة، وغيره. ثم روى الخطيب