بزاى مكسورة، ثم النون. تكرر فى المختصر. هو الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن ذكوان المدنى القرشى مولاهم، قيل: هو مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة، وقيل: مولى آل عثمان بن عفان، واتفقوا على أن كنيته أبو عبد الرحمن كما ذكرنا، وأن أبا الزناد لقب له، اشتهر به، وكان يغضب منه، وكان ينبغى أن أذكره فى نوع الألقاب، لكن لا يفطن أكثر الناس له فيضيع عليهم موضعه، فلهذا ذكرته فى الكنى.
واعلم أن أبا الزناد من التابعين، فإنه شهد مع عبد الله بن جعفر جنازة. سمع عروة ابن الزبير، والقاسم بن محمد، وأبا سلمة بن عبد الرحمن، والشعبى، وعلى بن الحسين، وعبد الرحمن الأعرج، وأكثر روايته عنه. وروى له عن ابن عمر، وأنس، وعمرو بن أبى سلمة، وأبى أمامة بن سهل مرسلاً.
روى عنه ابن أبى مليكة، وهشام بن عروة، وأبو إسحاق الشيبانى، وعبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وموسى بن عقبة، والأعمش، ومحمد بن عجلان، وعبد الله العمرى، ومالك بن أنس، والسفيانان، والليث بن سعد، وزائدة، وشعيب بن أبى حمزة، وبنوه القاسم وأبو القاسم، وعبد الرحمن بنوا أبى الزناد، وخلائق غيرهم. واتفقوا على الثناء عليه، وكثرة علمه، وحفظه، وفضله، وتفننه فى العلوم، وتوثيقه، والاحتجاج به.
قال أحمد بن حنبل: كان سفيان الثورى يسمى أبا الزناد أمير المؤمنين فى الحديث. وقال عبد ربه بن سعيد: رأيت أبا الزناد دخل مسجد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومعه من الأتباع مثل ما مع السلطان، فبين سائل عن فريضة، وسائل عن الحساب، وسائل عن الشعر، وسائل عن الحديث، وسائل عن معضلة.
وقال على بن المدينى: لم يكن بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب، ويحيى بن سعيد الأنصارى، وأبى الزناد، وبكير بن عبد الله بن الأشج. وقال الليث بن سعد: رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاثمائة تابع من طالب علم، وفقه، وشعر، وصنوف العلم.
قال مصعب: كان أبو الزناد فقيه أهل المدينة. وقال البخارى: أصح الأسانيد كلها مالك، عن نافع، عن ابن عمر، وأصح أسانيد أبى هريرة: أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة.
وقال أحمد بن حنبل: أبو الزناد أعلم من ربيعة. وقال محمد بن سعد: كان أبو الزناد ثقة، كثير الحديث، فصيحًا، بصيرًا
(١) انظر: التاريخ الكبير (٥/٨٣) ، وتاريخ ابن معين (٢/٣٠٥) ، والجرح والتعديل (٥/٤٩) ، وتهذيب التهذيب (٥/٢٠٣) ..