مذكور فى موضع واحد من المهذب فى كتاب النكاح فى مسألة تزويج الجد بنت ابنه بابن ابنه، ليس له ذكر فى المهذب فى غير هذا الموضع، ولا ذكر له فى الوسيط، وإنما الذى فى الوسيط القفال المروزى كما سأذكره إن شاء الله تعالى. وذكر الشاشى فى الروضة فى مواضع كثيرة، منها فى آخر صلاة المسافر، فى جواز الجمع بالمرض، وفى باب العقيقة، وآخر الباب الثانى من كتاب الإقرار.
ويُعرف هذا بالقفال الشاشى الكبير، والذى فى الوسيط، والنهاية، والتعليق للقاضى حسين، والإبانة، والتتمة، والتهذيب، والعدة، والبحر، ونحوها من كتب الخراسانيين، هو القفال المروزى الصغير، ثم أن الشاشى تكرر فى كتب التفسير، والحديث، والأصول، والكلام، والجدل، ويوجد فى كتب الفقه للمتأخرين من الخراسانيين، واشترك القفالان فى أن كل واحد منهما أبو بكر القفال الشافعى، لكن يتميزان بما ذكرنا من مظانهما، ويتميزان أيضًا بالاسم والنسب، فالكبير شاشى والصغير مروزى.
والشاشى اسمه محمد بن على بن إسماعيل، تفقه على ابن سريج، وكان إمام عصره بما وراء النهر، واعلمهم بالأصول، ورحل فى طلب الحديث، سمع بخراسان أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأقرانه، وبالعراق محمد بن جرير الطبرى، والباغندى، وأقرانهما، وبالجزيرة أبا عروة، وبالشام أبا الجهم، وأقرانه، وبالكوفة وغيرها.
وله مصنفات من أجلِّ المصنفات، وهو أول مَن صَنَّف الجدل، وشرح رسالة الشافعى، ورأيت له كتابًا نفيسًا فى دلائل النبوة، وكتابًا جليلاً فى محاسن الشريعة. قال الشيخ أبو إسحاق فى طبقاتنه: له مصنفات كثيرة ليس لأحد مثلها، وله كتاب فى أصول الفقه، وله شرح رسالة الشافعى، رضى الله عنه، وعنه انتشر فقه الشافعى فيما وراء النهر.
قال: وتوفى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. قال غيره: توفى بشاش. وقال الإمام أبو عبد الله الحليمى: كان شيخنا القفال الشاشى أعلم من لقيته من علماء عصره. وقال أبو سعد السمعانى فى الأنساب: