فكان أول مولود ولد فى الإسلام بعد الهجرة، وقد تقدم ترجمته. قال عروة بن الزبير: بلغت أسماء مائة سنة، لم يسقط لها سن، ولم يُنكر من عقلها شىء. رُوى لأسماء عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ستة وخمسون حديثًا.
روى عنها عبد الله بن عباس، وابناها عبد الله وعروة، وعبد الله بن أبى مليكة، وغيرهم. وتوفيت بمكة فى جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابنها عبد الله بيسير، لم يبق بعد إنزاله من الخشبة إلا ليالى يسيرة، قيل: ثلاث ليال، وقيل: عشر، وقيل: شعرون، وقيل: بضع وعشرون.
ولأسماء منقبة رويناها فى ترجمة ابنها عبد الله أنها وابنها وأباها وجدها أربعة صحابيون لا يُعرف لغيرهم إلا لمحمد بن عبد الرحمن بن أبى بكر بن أبى قحافة. وذكر ابن الأثير اختلاف العلماء والروايات فى إسلام قتلة أم أسماء، وأكثر الروايات أنها لم تسلم. وفى تاريخ دمشق: قال ابن أبى الزناد: كانت أسماء أكبر من عائشة بعشر سنين.
وعن الحافظ أبى نعيم، قال: ولدت أسماء قبل هجرة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بسبع وعشرين سنة، وكان لأبيها أبى بكر حين ولدت له إحدى وعشرون سنة.
وعن أسماء أنها كانت تصدع وتضع يدها على رأسها، وتقول: بذنبى، وما يغفره الله أكثر. وبإسناد الحافظ، عن أسماء كانت تقول لبناتها ولأهلها: أنفقوا وأنفقن وتصدقن لا تجدن فقدة.
وفى تاريخ دمشق أن أسماء بنت أبى بكر شهدت غزوة اليرموك مع زوجها الزبير. وفيه عن خليفة بن خياط، قال: ولدت أسماء للزبير: عبد الله، وعروة، والمنذر، والمهاجر بنى الزبير. وفيه عن الزبير بن بكار، أنها ولدت للزبير: عبد الله، وعروة، وعاصمًا، والمنذر، والمهاجر، وخديجة، وأم حسن، وعائشة.
وفى تاريخ دمشق عن فاطمة بنت المنذر، أن أسماء قالت لأهلها: أجمروا ثيابى إذا مت ثم حنطونى، ولا تذروا على كفنى حنوظًا، ولا تتبعونى بنار، ولا تدفنونى ليلاً.
وفى طبقات ابن سعد بإسناد الصحيحين، عن فاطمة بنت المنذر، أن أسماء بنت أبى بكر كانت تمرض المرضة، فتعتق كل مملوك لها.
وفى طبقات ابن سعد، عن الواقدى، قال: كان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا، وكان أخذ ذلك عن