فإنه صح أنها كانت فى الإفك حية، وكان الإفك فى شعبان سنة ست، ونزل النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فى قبرها واستغفر لها، أسلمت قبل الهجرة، رضى الله عنها.
كنية عائشة أم عبد الله، كناها رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أم عبد الله بابن أختها عبد الله بن الزبير، رضى الله عنهم أجمعين، وذكر أبو بكر بن أبى خيثمة فى تاريخه عن ابن إسحاق، أن عائشة أسلمت صغيرة بعد ثمانية عشر إنسانًا ممن أسلم، تزوجها النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بمكة قبل الهجرة لسنتين فى قول أبى عبيدة، وقال غيره: بثلاث سنين، وقيل: سنة ونصف أو نحوها، وهى بنت ست سنين، وقيل: سبع، والأول أصح، وبنى بها بعد الهجرة بالمدينة بعد منصرفه من بدر فى شوال سنة اثنتين بنت تسع سنين، وقيل: بنى بها بعد الهجرة بسبعة أشهر، وهو ضعيف، وقد أوضحت ضعفه فى أول شرح صحيح البخارى.
وهى من أكثر الصحابة رواية، رُوى لها عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ألفا حديث ومائتا حديث وعشرة أحاديث، اتفق البخارى ومسلم منها على مائة وأربعة وسبعين حديثًا، وانفرد البخارى بأربعة وخمسين، ومسلم بثمانية وستين، روى عنها خلق كثير من الصحابة والتابعين، وفضائلها ومناقبها مشهورة معروفة.
روينا عن الإمام أبى محمد الحسينى بن مسعود البغوى صاحب التهذيب من أصحابنا، قال: روى أن عائشة كانت تفتخر بأشياء أعطيتها لم تعطها امرأة غيرها، منها أن جبريل أتى بصورتها فى سرقة من حرير، وقال: هذه زوجتك، وروى أنه أتى بصورتها فى راحته، وأن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يتزوج بكرًا غيرها، وقبض رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ورأسه فى حجرها، ودفن فى بيتها، وكان ينزل عليه الوحى وهو معها فى لحافها، ونزلت براءتها من السماء، وأنها بنت خليفة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وصديقه، وخلقت طيبة ووعدت مغفرة ورزقًا.
وكان مسروق إذا روى عن عائشة، قال: حدثتنى الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المبرأة فى السماء، رضى الله عنها، توفيت ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة سبع وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة، رضى الله