الترمذى، قال: لم أر بالعراق ولا بخراسان فى معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل. وروينا عن عبد الله بن حماد الآملى، وهو شيخ البخارى: وددت أنى شعرة فى صدر محمد بن إسماعيل.
وروينا عن محمد بن يعقوب الحافظ، عن أبيه، قال: رأيت مسلم بن الحجاج بين يدى البخارى يسأله سؤال الصبى لمعلم. وروينا عن الإمام مسلم بن الحجاج أنه قال للبخارى: لا يبغضك إلا حاسد، وأشهد أنه ليس فى الدنيا مثلك. وروى الحاكم أبو عبد الله فى تاريخ نيسابور بإسناده، عن أحمد بن حمدون، قال: جاء مسلم بن الحجاج إلى البخارى، فقبل بين عينيه، وقال: دعنى أُقَبِّل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، ويا طبيب الحديث فى علله.
وروينا عن حاشد بن إسماعيل، قال: كان أهل البصرة يعدون خلف البخارى فى طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه، ويجلسوه فى الطريق، ويجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه، وكان البخارى إذ ذاك شابًا لم يخرج وجهه. وروينا عن أبى بكر الأغر، قال: كتبنا عن محمد بن إسماعيل على باب محمد بن يوسف الفريابى وما فى وجهه شعرة.
وروينا عن الحافظ صالح بن محمد جزرة، قال: كان البخارى يجلس ببغداد، وكنت أستملى له، ويجتمع فى مجلسه أكثر من عشرين ألفًا. وروينا عن محمد بن يوسف بن عاصم، قال: كان للبخارى ثلاثة مستملين، واجتمع فى مجلسه أكثر من عشرين ألفًا. وروينا عن إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من محمد بن إسماعيل.
قال الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسى: وحسبك بإمام الأئمة ابن خزيمة يقول فيه هذا القول مع لقيه الأئمة والمشايخ شرقًا وغربًا.
قال أبو الفضل: ولا عجب فيه، فإن المشايخ قاطبة أجمعوا على قدمه، وقَدَّمُوُه على أنفسهم فى عنفوان شبابه، وابن خزيمة إنما رآه عند كبره وتفرده فى هذا الشأن.
وروينا عن إبراهيم بن محمد بن سلام، بتخفيف اللام على الأصح، وقيل: بتشديدها، قال: إن الرتوت من أصحاب الحديث مثل