فى عضده بسهم، فمكث شهرًا يداوى جرحه، ثم برأ الجرح، وبعثه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى أبى قطن فى المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرًا، فغاب تسعًا وعشرين ليلة، ثم رجع فدخل المدينة لثمان خلون من صفر سنة أربع، والجرح منتقض، فمات منه لثمان خلون من شهر جمادى الآخرة سنة أربع من الهجرة، فاعتدت أمى وحلت لعشر ليال بقين من شوال سنة أربع، وتزوجها رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فى ليال بقين من شوال سنة أربع، وتوفيت فى ذى القعدة سنة تسع وخمسين.
وروى عن غير عمر أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تزوجها فى شوال، وجمعها إليه فى شوال، وكذا قاله خليفة بن خياط وغيره: تزوجها فى شوال سنة أربع.
وروينا فى تاريخ دمشق، عن ابن المسيب، أن أم سلمة كانت من أجمل الناس، وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب، قال: دخلت أيم العرب على سيد المرسلين أول العشاء عروسًا، وقامت من آخر الليل تطحن، يعنى أم سلمة، رضى الله عنها، وذكر أن أبا هريرة صلى عليها بالبقيع، وأن ابنها عمر، قال: نزلت فى قبر أم سلمة أنا وأخى سلمة، وعبد الله بن عبد الله بن أبى أمية، وعبد الله بن وهب بن زمعة الأسدى، وكان لها يومئذ أربع وثمانون سنة، وهى آخر أمهات المؤمنين وفاة.
وهذا الذى ذكره ابن سعد من أنها ماتت سنة تسع وخمسين وصلى عليها أبو هريرة هو الصحيح، وقيل: صلى عليها سعيد بن زيد أحد العشرة، حكاه صاحب الكمال، وابن الأثير، وهذا مشكل، فإن سعيد بن زيد، رضى الله عنه، مات سنة إحدى وخمسين، وأم سلمة ماتت سنة تسع وخمسين كما تقدم، بل ذكر أحمد بن أبى خيثمة أنها توفيت فى ولاية يزيد بن معاوية، وولى يزيد فى رجب سنة ستين، ومات فى شهر ربيع الأول سنة أربع وستين، واتفقوا على أن أم سلمة دفنت بالبقيع.
وفى تاريخ دمشق أنها توفيت فى شوال سنة تسع وخمسين، وفى رواية سنة إحدى وستين حين جاء نعى الحسين. قال ابن عساكر: هذا هو الصحيح. وقال ابن الأثير: قيل: توفيت أم سلمة فى شهر رمضان أو شوال سنة تسع وخمسين، قال: وكانت هى وزوجها أول مَن هاجر إلى الحبشة.
١١٩٧ - أم سليمان الصحابية، رضى الله عنها:
مذكورة فى المهذب فى جمرة العقبة، قالت: رأيت النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يرمى الجمرة من بطن الوادى وهو راكب، هكذا