والمؤتفكه؛ لأنها اؤتفكت بأهلها في أول الدهر، أي انقلبت. قاله صاحب “المطالع”.
قال أبو سعيد السمعاني: يقال للبصرة قبة الإسلام، وخزانة العرب، بناها عتبة بن غزوان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة سبع عشرة، وسكنها الناس سنة ثماني عشرة، ولم يعبد الصنم قط على أرضها، كذا قاله لي أبو الفضل عبد الوهاب بن أحمد بن معاوية الواعظ بالبصرة، هكذا كلام السمعاني.
والنسبة إلى البصرة: بصرى بكسر الباء وفتحها وجهان مشهوران، ولم يقولوه بالضم وإن ضمت البصرة على لغة لأن النسب مسموع، والبصرة داخلة في سواد العراق وليس لها حكمه، كذا قاله الشيخ أبو إسحاق في “المهذب” وغيره من أصحابنا.
البطحاء: مذكورة في باب استقبال القبلة من “المهذب” هي بطحاء مكة وهو - بفتح الباء وبالخاء المهملة وبالمد - وهي الأبطح، وقد تقدم بيانه في حرف الهمزة.
بطن نخل: الذي صلى به رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلاة الخوف مذكور في باب صلاة الخوف من “الوسيط” ونخل - بفتح النون وإسكان الخاء المعجمة - وهو مكان من نجد من أرض غطفان، هكذا قاله صاحب “المطالع” والجمهور. وقال الحازمي: بطن نخل قرية بالحجاز، ولا مخالفة بينهما.
بغداذ: قال أبو سعيد السمعاني في كتابه “الأنساب” البغداذي - بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الغين المعجمة وفتح الدال المهملة وفي آخرها الذال المعجمة - وهذه نسبة إلى بغداذ، وإنما سميت بهذا الاسم لأن كسرى أهدى إليه خصي من المشرق، فأقطعه بغداذ، وكان لهم صنم يعبدونه بالمشرق يقال له: البغ، فقال بغداذ يقول: أعطاني الصنم. قال: والفقهاء يكرهون هذا الاسم من أجل هذا، وسماها أبو جعفر المنصور: مدينة السلام لأن دجلة كان يقال لها وادي السلام. وروي أن رجلاً ذكر عند عبد العزيز بن أبي رواد بغداذ فسأله عن معنى هذا الإسم، فقال: بغ بالفارسية صنم، وداذ عطيته، وكان ابن المبارك يقول: لا يقال بغداذ، يعني بالذال المعجمعة، فإن بغ شيطان وداذ عطيته، وأنهما شرك، ولكن يقول بغداد يعني بالدالين المهملتين وبغدان كما تقول العرب، وكان الأصمعي لا يقول بغداذ، وينهي عن ذلك ويقول مدينة السلام؛ لأنه سمع في الحديث أن بغ صنم وداذ عطيته بالفارسية، كأنها عطية الصنم، وكان أبو عبيدة،