وقال ابن الأنبارى: سميت خمرًا؛ لأنها تخامر العقل أي: تخالطه، هذا كلام أهل اللغة في هذا الحرف، وأما حدها فقد اختلف العلماء فيه، فقال سفيان الثوري وأبو حنيفة وأهل الرأي: الخمر ما اعتصر من العنب والنخلة، فيغلى بطبعه دون عمل النار، وما سوى ذلك ليس بخمر. وقال مالك والشافعي وأحمد وأهل الأثر رضي الله عنهم: إن الخمر كل شراب مسكر، فسواء كان عصيرا أو نقيعا مطبوخا كان أونيئا، واللغة تشهد لهذا. قال الزجاج: القياس إن ما عمل عمل الخمر يقال له خمر، وأن يكون في التحريم بمنزلتها، هذا آخر كلام الواحدي.
خمس: قوله في المختصر في باب السلم يقال في العبد: أنه خماسي أو سداسي، وأنه يصف سنه. قال الرافعي: واختلفوا في تفسيره، فقيل: المراد بالخماسي والسداسي التعرض للقدر يعني: خمسة أشبار أو ستة، وقيل: المراد السن يعني: ابن خمس أو ست، ومن قال بالأول حمل قوله يصف سنه على المعنى الثاني، ومن قال بالثاني حمل قوله يصف سنه على الأسنان المعروفة، وأنه يذكر أنه مفلج الأسنان أو غيره، وذلك من طريق الأولى دون الاشتراط.
وحكى المسعودي: أن الخماسي والسداسي صنفان من عبيد النوبة معروفان عنده. قلت: قال البيهقي في كتابه رد الانتقاد على ألفاظ الشافعي رضي الله عنهما: قد اعترض الشافعي رضي الله عنه في هذا، فقيل: إن أهل اللغة يقولون: عبد خماسي، ولا يقولون: عبد سداسي ولا سباعي. قال: وجوابه أن الأزهري قال: الخماسي الذي يكون خمسة أشبار، وإنما يقال: خماسي ورباعي فيمن يزداد طولاً، ويقال في الثوب سباعي.
قال الأزهري: والسداسي في الرقيق والوصائف أيضًا جائز أيضا عندي. قال البيهقي: وقال أبو منصور الخمشادي في كتابه: اختلفت العرب في السداسي، فمنهم من ينكره ومنهم من يجوزه كالخماسي. قال البيهقي: وبلغني أن ذلك لغة هذيل، ثم روى البيهقي في ذلك حديثا من حديث عبد الله بن عتبة بن مسعود ابن أخي عبد الله بن مسعود، قال: “أذكر أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أخذني وأنا خماسي أوسداسي، فأجلسني في حجره، ومسح رأسي ودعا لي، وأدركتني البركة”.
خمع: قال صاحب المحكم: خمعت الضبع تخمع خمعا وخموعا وخماعا عرجت، وكذلك كل ذي عرج وبنو خماعة بطن.