فى كتاب الضعفاء: يختلفون فى حديثه. روى له النسائى، وابن ماجة. قتل بصر سنة ثمان وثلاثين، رحمه الله، وحزنت عليه عائشة، رضى الله عنها كثيرًا.
١٦ - محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبى ذئب هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبى قيس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل - بكسر الحاء وإسكان السين المهملتين - ابن عامر بن لؤى بن غالب القريشى العامرى (١) :
أبو الحارث المدنى المعروف بابن أبى ذئب. تكرر فى المختصر، وهو من تابعى التابعين، سمع نافعًا، وعكرمة، وسعيد المقبرى، وآخرين من التابعين. روى عنه جماعات من الأئمة الكبار تابعى التابعين، منهم معمر، والثورى، ووكيع، ويحيى القطان، وابن المبارك، وخلائق. واتفقوا على إمامته وجلالته. روى له البخارى ومسلم فى صحيحيهما. قال أحمد بن حنبل: كان ابن أبى ذئب يشبه سعيد بن المسيب، قيل لأحمد: هل خلف ببلاده مثله؟ قال: لا، ولا بغيرها، وكان ثقة صدوقًا. قال يحيى بن معين: كل من روى عنه ابن أبى ذئب ثقة، إلا أبا جابر البياضى.
وقال الشافعى: ما فاتنى أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث بن سعد، وابن أبى ذئب، ولد سنة ثمانين، وأقدمه المهدى بغداد فحدث بها، ثم رجع يريد المدينة، فتوفى بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة، وهو ابن تسع وسبعين سنة، وكان يفتى بالمدينة. ذكر له الخطيب ترجمة نفيسة فى تاريخ بغداد، قال: وكان ثقة، صالحًا، ورعًا، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر. قال مصعب الزبيرى: كان ابن أبى ذئب فقيه المدينة. وعن محمد بن القاسم، قال: لما حج المهدى دخل مسجد النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبى ذئب، فقال له المسيب بن زهير: قم، هذا أمير المؤمنين، فقال: إنما يقوم الناس لرب العالمين، فقال المهدى: دعه، فلقد قامت كل شعرة فى رأسى.
وعن أبى نعيم، قال: حججت سنة حج أبو جعفر وأنا ابن إحدى وعشرين سنة ومعه ابن أبى ذئب، ومالك بن أنس، فدعا ابن أبى ذئب فأقعده معه فى دار الندوة، فقال: ما تقول فى الحسن بن زيد بن الحسن ابن فاطمة؟ فقال: إنه ليتحرى العدل، فقال: ما تقول فىّ مرتين أو ثلاثًا، فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر، فأخذ الربيع بلحيته، فقال