وقال صاحب الأحوذي في شرح الترمذي: معنى ضمان الإمام لصلاة المأموم، هو التزام بشروطها وحفظ صلاته في نفسه؛ لأن صلاة المأموم تبتني عليه، وقيل معناه: أنهم إذا قاموا بالصلاة بالجماعة سقط فرض الكفاية عن سائر الناس بفعلهم، قوله: نهى عن بيع المضامين.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: فيما رأيته في غريب الحديث له، وهو أول من صنف غريب الحديث عن بعض العلماء، وعند بعضهم النضر بن شميل المضامين ما في أصلاب الفحول، وكذلك قاله صاحبه أبو عبيد القاسم بن سلام، وكذلك حكاه عنه الهروي، وكذلك ذكره الجوهري وغيرهم. وقال صاحب المحكم: المضامين ما في بطون الحوامل من كل شيئ كأنهن تضمنه، قال: ومنه الحديث وناقة ضامن ومضمان وحامل من ذلك أيضًا. قال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر: المضامين ما في أصلا الفحول، سميت بذلك لأن الله تعالى أودعها ظهورها، فكأنها ضمنتها. وحكى صاحب مطالع الأنوار عن مالك بن أنس الإمام أنه قال: المضامين الأجنة في البطون. وعن ابن حبيب من أصحابه: هو ما في ظهور الفحول، قال: وقيل: المضامين ما يكون في بطون مثل حبل الحبلة.
قوله في كتاب البيع من الوسيط: توالي من الضمانين، قد فسره هو في البسيط بأن معناه: أن يكون مضمونا له. وعليه قولهم في كتاب الحكايات وآخر كتاب الرهن من المهذب وغير ذلك: وإن جرحه فبقي ضمانا إلى أن مات، ونحو ذلك من المجازات هو بفتح الضاد وكسر الميم، وهو على وزن وجع، ومعناه أي متألمًا.
ضنا: قوله في مختصر المزني والوسيط والوجيز في باب التيمم هل يتيمم لشدة الضنا فيه قولان: الضنا مقصور مفتوح الضاد. قال ابن فارس في المجمل: هو داء يخامر صاحبه وكل ما ظن أنه برىء منه نكس. وقال الرافعي في شرح الوجيز: هو المرض المدنف، قال: وهو الذي يجعله ضمنا فهو نوع مرض، هذا كلام الرافعي، وهو قريب من قول ابن فارس. قال أهل اللغة: يقال منه ضنى بفت الضاد وكسر النون، يضنى بفتح النون هنا، فهو ضن بضاد ثم نون مكسورة منونة كشيخ وضنى على وزن عصى.
قال الجوهري: واللغتان فيه مثل حرى وحر، قال: ويقال فيه تركته ضنا وضنيا، فإذا قلت ضنا استوى فيه المذكر والمؤنث والجمع؛ لأنه مصدر في الأصل فإذا كسرت النون ثنيت وجمعت كما قلنا