ثلاثة آلاف إلى بلد اللاذقية، وأغار على الفرنج على غرة وقلة احتراز، فعادوا ومعهم ما يزيد على سبعة آلاف أسير، ما بين رجل وامرأة وصبي وصبية ومائة ألف رأس من البقر والغنم والخيل والحمير، والذي نهبوه على ما ذكر مائة قرية وامتلأت حلب من الأسارى والدواب، واستغنى المسلمون بما حصل لهم من الغنائم.
ووصل أتابك زنكي من الموصل إلى حلب، في رابع وعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين، وسير صلاح الدين في مقدمته، فنزل حمص وسار أتابك إلى حماة، وعيد عيد الفطر في الطريق، وأخذ من حلب معه خمسمائة راجل لحصار حمص.
ورحل أتابك من حماة إلى حمص في شوال وبها أنز من قبل صاحب دمشق، فحصرها مدة.
وخرج الفرنج نجدة لحمص وغيلة لزنكي. فرحل عن حمص، ولقيهم تحت قلعة بارين، فكسرتهم طلائع زنكي مع سوار، فأفنوا عامتهم قتلاً وأسراً، وقتل أكثر من ألفين من الفرنج، ونجا القليل منهم، فدخل إلى بارين مع ملكهم كندياجور صاحب القدس، وأقام الحصار على بارين بعشر مجانيق ليلاً ونهاراً، ثم تقرر الصلح في العشر الأواخر من ذي القعدة على التسليم بعد خراب القلعة.
وخلع على الملك وأطلق، وخرج الفرنج منها، وتسلمها زنكي، وعاد إلى حلب.
واستقر الصلح بين أتابك وصاحب دمشق، وتزوج أتابك خاتون بنت جناح الدولة حسين، على يد الإمام برهان الدين البلخي، ودخل عليها بحلب في هذه السنة.