الأشرف نجدة إلى آمد، فالتقاهم جيش الرومي، وهزمهم، فعاد الملك الأشرف إلى حران، وخرج من بقي من عسكر حلب إلى حاضر قنسرين لإنجاد صاحب حمص.
ووقع الفناء في عسكر الملك المعظم، وماتت دوابهم، وكثر المرض في رجالهم، فرحل عن حمص، في شهر رمضان من السنة.
وسار الملك الأشرف، عند ذلك بنفسه إلى دمشق، واجتمع بأخيه الملك المعظم قطعاً لمادة شره، وزينت دمشق لقدوم الملك الأشرف، وعقدت بها القباب. وأظهر الملك المعظم السرور بقدومه، وحكمه في ماله، وباطنه ليس كظاهره، ورسله تتردد إلى خوارزمشاه في الباطن، وجاءته خلعة من خوارزمشاه فلبسها. وكانا لما انقضى شهر رمضان، قد خرجا عن دمشق، إلى المرج، وورد عليهما رسولا حلب: القاضي زين الدين ابن الأستاذ نائب القاضي بهاء الدين، ومظفر الدين بن جورديك، يطلبان تجديد الأيمان للملك العزيز، وأتابك.
فوجد الملك الأشرف، وقد أصبح مع الملك المعظم، بمنرلة التبع له، ويطلب مداراته بكل طريق، وهو لا يتجاسر أن ينفرد بهما في حديث، دون الملك المعظم. والملك المعظم يشترط شروطاً كثيرة، والمراجعات بينهما وبين أتابك إلى حلب مستمرة مدة شهرين.
إلى أن وردت الأخبار بنرول خوارزمشاه على أخلاط، ومحاصرتها، وفيها الحاجب علي نائب الملك الأشرف فهجم بعض عسكره أخلاط، وقام من بهما من أهلها وجندها، وأخرجوهم منها، كرهاً.
فوافق الملك الأشرف أخاه، على ما طلبه منه، واستدعى رسولي حلب، وحلفا لهما، ورحل خوارزمشاه عن خلاط.