للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلَّا أنَّه فأما الدليل أن في الثَّانية في الحج أراد به سجدة الصَّلاة لأجل أنَّه قرنها بالرُّكوع، ولما روي عن ابن عباس عن النَّبي عَلَيْهِ السَّلام أنَّه سجد في الصاد وتلاها هذه الآية وهو قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى (١) اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (٢) وقال: "سجدها داود للتَّوبة، ونحن نسجدها شكرًا" (٣).

وروي عن رسول الله عَلَيْهِ السَّلام أنَّه قرأ حم السجدة في صلاته فسجد (٤)، وروى ابن مسعود أن النَّبي عَلَيْهِ السَّلام قرأ والنَّجم، وسجد وسجد معه المسلمون كلهم إلَّا شيخًا أخذ ترابًا ووضعه على جبهته، ولم يسجد فلقوله رأيته قتل يوم البدر كافرًا (٥).


= سجود القرآن، (٢/ ٢٧٠)، رقم الحديث: ١٥٢٠. و: أبو داود، السنن (سنن أبي داوود)، كتاب الصلاة باب تفريع أبواب السجود، وكم سجدة في القرآن، (٢/ ٥٨)، ونصُّه: عن عمرو بن العاص، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقرأه خمس عشرة سجدةً في القرآن، منها ثلاثٌ في المفصَّل، وفي الحجِّ سجدتين". قال أبو داود: روي عن أبي الدرداء، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إحدى عشرة سجدة وإسناده واهٍ.
(١) في نسخة (أ): "الذين هدي الله فبهديهم اقتده" هي قراءة: حمزة والكسائي.
(٢) هذه الآية في سورة الأنعام آية ٩٠.
(٣) البخاري، صحيح البخاري (مرجع سابق)، كتاب تفسير القرآن باب {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: ١٣٩]، (٦/ ١٢٤) رقم الحديث: ٤٨٠٧. ونصُّه: عن العوَّام، قال: سألت مجاهدا، عن سجدة في ص، فقال: سألت ابن عباس - رضي الله عنهما -: من أين سجدت؟ فقال: أوما تقرأ: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ}. {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: ٩٠] "فكان داود ممن أمر نبيكم - صلى الله عليه وسلم - أن يقتدي به، فسجدها داود عَلَيْهِ السَّلام، فسجدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".
(٤) ابن أبي شيبة، المصنف (مرجع سابق)، (١/ ٣٧٢)، رقم الحديث: ٤٢٧٦. ونصه: عن ابن عباس - رضي الله عنه -، أَنه كان "يسجد في آخر الآيتين من حم السجدة".
(٥) البخاري، صحيح البخاري، (مرجع سابق)، كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل، (٥/ ٧٥)، رقم الحديث: ٣٩٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>