للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمناسبة صلاة العيد بباب الجمعة من حيث أنَّهما لا يُقضيان، ومن حيث أنَّ العيد والجمعة مخصوصان من قوله عَلَيْهِ السَّلام: "صلاة النَّهار عجماء" (١).

عيدًا أصله عود فأبدل الواو ياء بكسرة ما قبلها وهذا البدليَّة لازمةٌ؛ لأنَّ البدل نوعانٌ لازمٌ وغير لازمٍ وهذا لازمٌ حتى إذا زالت الكسرة ينبغي أن يجيء الواو ولا يجيء بل يقول في جمعه أعياد ولا يقول أعواد فلو قيل أعوادٌ يشتبه أن هذا مع (٢) العود وهو الخشبة أم جمع عود] (٣).

وإنَّما سُمِّيَ عيدًا؛ لأنَّ فيه عوائدٌ، وهو إعتاق الله تعالى الخلائق يوم العيد من النَّار، أو لأنَّه يعود في كلِّ سنةٍ مرةً، قال [ابن (٤) موسى الضرير] (٥) رَحِمَهُ اللهُ صلاة العيد واجبةٌ، وقال بعضهم سنَّة، وإنَّما قال: سنَّةٌ مع


(١) عبد الرزاق، المصنف (مرجع سابق)، كتاب الصَّلاة، باب ترديد الآية في الصلاة، وباب قراءة النهار، (٢/ ٤٩٣)، رقم الحديث: ٤٢٠١، ونصُّه: عن أبي عبيدة - رضي الله عنه - يقول: "صلاة النهار عجماء". وابن أبي شيبة، المصنف (مرجع سابق)، كتاب الصَّلوات، باب في قراءة النهار كيف هي في الصلاة (١/ ٣٢٠)، رقم الحديث: ٣٦٦٤.
(٢) هكذا كتبت في النسخ ولعله تصحيف والأقرب أنَّه يريد: "جمع".
(٣) ما بين المعكوفتين سقط في (أ).
(٤) في (ت): "أبو موسى الضرير"، وفي باقي النُّسخ: "ابن موسى الضرير"، وهو "ابن أبي موسى الضرير".
(٥) هو أبو العلاء (وقيل: أبو عبد الله) محمد بن عيسى بن أبي موسى الضرير، الفقيه الحنفي ولي قضاء بغداد زمن المتقي والمستكفي، وله العديد من المؤلفات منها شرح كتاب "الزيادات" و"الجامع الكبير" و"الجامع الصغير" و"كتاب في أصول الفقه ثمان مجلدات". وكان ثقةً مشهورًا بالفقه، قتله اللصوص في بيته، (ت: ٣٣٤ هـ). ينظر: الصفدي، الوافي بالوفيات (مرجع سابق) (٤/ ٢٠٨)، و: القرشي، الجواهر المضية في طبقات الحنفية، (مرجع سابق)، (٢/ ٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>