للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشر آيات ركوع لأنَّ (١)، عند عشر آيات يركع وبين التَّرويحة والوتر، يسمى ترويحة وإن كان الوتر ليس بترويحة باعتبار إطلاق اسم الأغلب على الكل؛ لأنَّ الأغلب ترويحة كان الكل ترويحة.

قوله: (ولا يصلِّي الوتر جماعةً في غير رمضان) [لما روي عن رسول الله عليه السلام "أنَّه صلَّى في المسجد ليلتين وصلَّى النَّاس بصلاته" (٢). وعن عمر -رضي الله عنه- أنَّه استشار الصَّحابة أنَّه يجمع على قارئِ واحدِ، فلم يخالفوه فجمعهم على أبي بن كعب، وكان يصلِّي بهم التَّراويح على نحو ما ذكرنا.

وقال النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما رآه المسلمون حسنًا، فهو عند الله حسن" (٣).


(١) في (أ): "لا".
(٢) البخاري، صحيح البخاري (مرجع سابق)، كتاب: صلاة التَّراويح، باب: فضل من قام رمضان، (٣/ ٤٥)، رقم الحديث: ٢٠١٢. ونضُه: أنَّ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - خرج ليلة من جوف اللَّيل، فصلَّى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح النَّاس فتحدَّثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلَّى فصلَّوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس، فتشهد، ثم قال: "أمَّا بعد، فإنَّه لم يخف علي مكانكم، ولكني خشيت أن تفترض عليكم، فتعجزوا عنها". فتوفي رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - والأمر على ذلك.
(٣) أحمد، المسند (مرجع سابق)، كتاب: مسند المكثرين من الصحابة، باب: مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، (٦/ ٨٤)، رقم الحديث: ٣٦٠٠. ونصُّه: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "إنَّ الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثمَّ نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنا، فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ ". و: الطَّبراني، المعجم الكبير (مرجع سابق)، كتاب: باب العين، باب: خطبة ابن مسعود، ومن كلامه، (٩/ ١١٢)، رقم الحديث: ٨٥٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>